تفسير سورة الشمس
  بطغواها، إذ يقول لهم: {فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا ١٣ فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا ١٤ فَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا ١٥}، فتأويل ما ذكر الله من السقيا هو ما أعطى الله من لبن الناقة وسقى.
  ومما يدل على ذلك قولُ الله سبحانه في الأنعام، وهي الآبال: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ٢١}[المؤمنون]، وقوله سبحانه: {وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ ٧٣}[يس]، والمشارب والسقيا هي: الموارد والسقايا، والدمدمة: هي التسوية، والهلكة لجميعهم المفنية.
  وتأويل قوله تبارك وتعالى: {فَسَوَّاهَا} إنما يراد به أدنى ثمود كلها وأعلاها، ومن أضعف ثمود كلها وأقواها(١).
  وتأويل {فَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا ١٥}: فقد يمكن أن وجهها ومعناها هو: فلا يخاف أحداً على الضمير أن يراها بعد تدمير الله لها وما أنزل من الهلكة بها تعقب(٢) عقباً ولا تنسل عقباً من ولد ولا ذرية(٣)، ولا يرجع بعاقبة مؤذية. وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليماً.
(١) في المخطوط: وحما أضعف من ثمود كلها وأقوى.
(٢) في المطبوع والمصابيح: لا تعقب.
(٣) نريد توضيح تفسير الإمام # لـ (عقباها) بالعقب والذرية؟ المعنى: أنه لا يبقى بعد تدمير الله لها عقب وذرية تفسد وتتمرد وتنتقم لسلفها، أي: أن الله تعالى يدمر القرى وأهلها ولا يخاف من ردة الفعل، سواء أكان هناك عقب وذرية أم لم يكن. (من خط السيد العلامة المجتهد محمد بن عبدالله عوض المؤيدي حفظه الله).