مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

تفسير سورة الشمس

صفحة 124 - الجزء 2

  بطغواها، إذ يقول لهم: {فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا ١٣ فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا ١٤ فَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا ١٥}، فتأويل ما ذكر الله من السقيا هو ما أعطى الله من لبن الناقة وسقى.

  ومما يدل على ذلك قولُ الله سبحانه في الأنعام، وهي الآبال: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ٢١}⁣[المؤمنون]، وقوله سبحانه: {وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ ٧٣}⁣[يس]، والمشارب والسقيا هي: الموارد والسقايا، والدمدمة: هي التسوية، والهلكة لجميعهم المفنية.

  وتأويل قوله تبارك وتعالى: {فَسَوَّاهَا} إنما يراد به أدنى ثمود كلها وأعلاها، ومن أضعف ثمود كلها وأقواها⁣(⁣١).

  وتأويل {فَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا ١٥}: فقد يمكن أن وجهها ومعناها هو: فلا يخاف أحداً على الضمير أن يراها بعد تدمير الله لها وما أنزل من الهلكة بها تعقب⁣(⁣٢) عقباً ولا تنسل عقباً من ولد ولا ذرية⁣(⁣٣)، ولا يرجع بعاقبة مؤذية. وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليماً.


(١) في المخطوط: وحما أضعف من ثمود كلها وأقوى.

(٢) في المطبوع والمصابيح: لا تعقب.

(٣) نريد توضيح تفسير الإمام # لـ (عقباها) بالعقب والذرية؟ المعنى: أنه لا يبقى بعد تدمير الله لها عقب وذرية تفسد وتتمرد وتنتقم لسلفها، أي: أن الله تعالى يدمر القرى وأهلها ولا يخاف من ردة الفعل، سواء أكان هناك عقب وذرية أم لم يكن. (من خط السيد العلامة المجتهد محمد بن عبدالله عوض المؤيدي حفظه الله).