مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

تفسير سورة عبس

صفحة 126 - الجزء 2

  ومعنى {وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى ٨}: يبادر، {وَهُوَ يَخْشَى ٩}: يتخشع، {فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى ١٠}: تتشاغل.

  {كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ ١١} معناه: نعم إنها تذكرة، وكلا هاهنا بمعنى نعم، وليست بمعنى «لا» كغيرها، {فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ ١٢} معناه: فمن شاء تَعَرُّفَه تفَقَّهَ في معرفته على الاستطاعة التي ركبت، وقد خص في ذلك خواص، وشرح فيه شرح كثير يستغنى عنه.

  {فِي صُحُفٍ}: في كتب مبيّنة، {مُكَرَّمَةٍ ١٣}: معظمة، {مَرْفُوعَةٍ}: مصونة، {مُطَهَّرَةٍ ١٤}: مُنقَّاة من الدنس الذميم، ومخصوصة بكل فضل كريم، {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ١٥}: الملائكة $، {كِرَامٍ}: مكرمين، {بَرَرَةٍ ١٦}: صادقة القول.

  {قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ١٧}: معناه: لُعن الإنسان ما أشرَّه! والإنسان معناه: الناس، يخص بذلك كل كافر، كما قال: {يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ٦}⁣[الانفطار].

  {مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ١٨} معناه: على تقليل النطفة، في معنى أنها لا شيء فصار منها شيء.

  وقوله: {مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ}: تذكرة له وتوقيفاً فيما مَنَّ به من الحياة عليه، {فَقَدَّرَهُ ١٩} معناه: فسوَّاه وعدلَّه، {ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ٢٠} معناه: الطريق الواضح سيَّره وعرَّفه، {ثُمَّ أَمَاتَهُ}: حكم عليه بالموت غصباً، {فَأَقْبَرَهُ ٢١}: دل على قبرانه في التراب، {ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ ٢٢} معناه: حتى إذا شاء بعثه ليوم