مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

تفسير سورة عبس

صفحة 127 - الجزء 2

  نشوره، {كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ ٢٣}: كلا في موضع نعم، حتى يقضي ما أمره، أراد يحاسب على ما أُمر به من الطاعة، فيحاسب على ما فرط فيه، ويجازى بالحسنة فيه على ما فعله. وقد يخرج ذلك على معنى: لا ما قضى، معناه: ما فعل ما أمره، ولكن قصَّرَ فيه، وهل يكون أحدٌ إلا وهو مقصر.

  رجع إلى التعريف والتذكرة {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ ٢٤}: إلى مأكله، {أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا ٢٥ ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا ٢٦}، معناه: أنزل الماء من السحاب، وشق الأرض به، وبالاغتصاص بشربه، {فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا ٢٧}، حباً من الحبوب، {وَعِنَبًا}: من ألوان صنوف العنوب، {وَقَضْبًا ٢٨}: من القضوب.

  {وَزَيْتُونًا} خاص بزيتون الشام؛ لما فيه من البركة، يروى عن رسول الله ÷. {وَنَخْلًا ٢٩}: المثمر للتمر، وهو هذا النخل، {وَحَدَائِقَ}: حوائط من كل الفواكه، {غُلْبًا ٣٠} معناه: قوية تخرج من التراب على ثقله وتضعف نباته حتى تصير قوية، {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا ٣١} الأب: الشجر هذا الثمام، الذي ينبت في الأسناد والآكام، ألا ترى أنه يقول: {مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ٣٢}: الفاكهة لكم، والمتاع والأب لكم لأنعامكم.

  قوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ ٣٣}: المسمعة المصخَّةُ للأنفس من هولها، وما يُرى فيها من عظمها، فتصيخ⁣(⁣١) لها النفوس، {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ}: هو الإنسان، {مِنْ أَخِيهِ ٣٤}، {وَ} من {أُمِّهِ} معناه: والدته، {وَأَبِيهِ ٣٥}: الذي أولده، {وَصَاحِبَتِهِ}: زوجته، {وَبَنِيهِ ٣٦}: أولاده، {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ


(١) في المصابيح: فتصخ.