تفسير سورة النازعات
  البرية ونزولها؟ وأيان في اللغة بمنزلة متى، قال الشاعر:
  أيان تدفع بالرماح عليهم ... يا مال قبل منيتي وذهابي
  ومعنى قوله: {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا ٤٣} يريد بذلك: التوقيف للناس على خوف رسوله ÷ وما هو فيه من الفزع والحزن عند ذكره لها، وعندما يخطر على باله من هولها.
  ومعنى {إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا ٤٤} أي: عند ربك نهايتها ووقت هجومها، وغاية ما يكون في آخر تلك الساعة، ومصير الأبرار إلى سعادتها، ومصير الفجار إلى إشقائها ونكدها، والساعة في تلك الواقعة التي يحكم الله فيها بين العباد، ويصير كلٌّ إلى داره التي يستحقها بعمله من الضلال والرشاد.
  ومعنى قوله: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا ٤٥ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا ٤٦} يريد: كأنهم في ذلك اليوم لم يقيموا في الدنيا إلا عشيةً من عشاياها أو ضحوةً من ضحاها؛ لقصر ما فات من الدنيا، وكذلك الإنسان عند الموت والفناء كأنه لم يعمر ولم يخلق إلا في تلك الساعة التي يقبض فيها ويوثق، ولكن هذه البرية أبت إلا العمى والتقصير عما أراد الله بها من اتباع الحكماء، ومالوا إلى اللعب والجهل والردى، وزهدوا في الحق والدين والهدى، فزادهم الله تباباً وبعداً، ولا وُفِّقوا للخير أبداً.
  إلى هنا انتهى تفسير شيخ آل الرسول القاسم بن إبراهيم #، وعاقه عن التمام شواغلُ منعته إلى أن نزل به الحمام، ~.
  وكل ما تقدم من رواية ابنه محمد بن القاسم @.