العالم والوافد
  
  روي بالإسناد الصحيح أن وافداً وفد على عالم من علماء آل رسول الله ÷، فلما نظر إليه الوافد رأى(١) رجلاً جسمه لا يشبه اسمه، فسلم عليه، فرد العالم السلام، فأطال الوافد الوقوف، وأطال العالم السكوت.
  فقال الوافد: إن لكل طالب(٢) حاجة.
  فقال العالم: ولكل حديث جواب.
  فقال الوافد: صدقت، إن الله تعالى يقول: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ٤٣}[النحل]. فعلم العالم أن الوافد يريد منه علماً(٣) فقال: إن العلم بحر عميق.
  فقال: ولكل بحر سفينة ينجو بها راكبها.
  قال العالم: وما سفينة بحر العلوم(٤)؟
  قال الوافد: المعرفة.
  فقال العالم: المعرفة اسم أم رسم؟
  فقال الوافد: اسم ورسوم.
  فقال العالم: كم رسوم المعرفة؟
  قال الوافد: يكفيك منها خمسة.
(١) في المخطوط: نظر.
(٢) في المخطوط: كلام.
(٣) في المخطوط: فعلم العالم أنه يريد منه علماً.
(٤) في المخطوط: العلم.