مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

العالم والوافد

صفحة 203 - الجزء 2

  وحب المدح، وحب الفاسق، وصحبة المنافق، وسوء الظن.

  قال العالم: فما أدنس الأشياء؟

  قال الوافد: السؤال للناس، ومقاربة الأنجاس، والثقة بخمل الناس، ومفارقة الأكياس.

  قال العالم: فما أنفع الأشياء؟

  قال الوافد: حسنة تكون بعشر أمثالها.

  قال العالم: وما هي هذه الحسنة؟

  قال الوافد: في أن تطعم أخاك المؤمن من جوع، أو تكسوه من عري، أو تقضي عنه ديناً، أو تفرج عنه غماً، أو تكشف عنه هماً، فمن فعل هذا لأخيه المؤمن جاء يوم القيامة ولوجهه نور يضيء كنور القمر، وتلقته الملائكة بالبشارة، ودخل الجنة آمناً، وأعطاه الله من الثواب ما لا يصفه واصف، ولا يحيط بمعرفته عارف.

  قال العالم: فما أضر الأشياء؟

  قال الوافد: سيئة تتبعها سيئة، ولا يكون عليها ندامة، ولا يرجع عنها صاحبها إلى توبة.

  قال العالم: فما أطيب الأشياء؟

  قال الوافد: العافية مع المعرفة، ووضع الأشياء في مواضعها، ومجالسة العلماء، ومدارسة الحكماء، وحضور مجالس الذكر، والتفكر في الصنع، والمبادرة في أعمال البر، وصلاح ذات البين، والتجهيز للرحلة، والاستعداد للموت.