مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

العالم والوافد

صفحة 209 - الجزء 2

  ذلك إنصاف الخادم فيما لا يقدر عليه، والنهي له عما لا حاجة له فيه، والرفق به فيما لا يقدر عليه، والنظر له فيما لا يدري، فهذا الأمر بالمعروف.

  وأما النهي عن المنكر: فمن المنكر فعل الشرور والقول السيء، والقول بالفواحش، والكذب.

  ومن الفعل: القتل، والربا، والزنا.

  ومن النية: الرياء، والكبر، والحسد، والبغضاء، والشحناء.

  ومن الفعل: أخذ أموال الناس سراً وجهراً، ومن القول الغيبة والنميمة وشهادة الزور. فهذا من النهي عن المنكر.

  قال الوافد: فما وراء ذلك يرحمك الله؟

  قال العالم: تطيع الله الذي أسلمت له.

  قال الوافد: وما هي الطاعة بيِّنها لي - يرحمك الله تعالى - حتى أعرفها وأعمل بها؟

  قال العالم: الطاعة اتباعك لما أمرك الله به، واجتنابك لما نهاك الله عنه، [وذلك على وجهين: شيء قد علمتهن وشيء لم تعلمه.

  قال الوافد: فما وراء ذلك يرحمك الله؟

  قال العالم: اجتناب ما نهاك الله عنه، وهو على وجهين: شيء قد عرفته، وشيء لم تعرفه، فتعرف مالك وما عليك، فيما نهاك الله عنه]⁣(⁣١) فعليك بما قد علمت به التوبة والرجوع والإنابة والتضرع، ولك في ذلك المغفرة. فإنك إذا خفت ربك


(١) غير موجود في المخطوط.