القول في الماء القليل
  الإسراف! وما يجهل هذا والحمد لله إلا من خزي وبعد من الله.
  وقلنا لمن قال من الرافضة بمسح القدمين: من أين قلتم في هذا بخلاف جماعة ولد الحسن والحسين ª؟
  فإن قالوا: لأنه قالت به الأئمة منهم، وهم الذين يلزم القبول عنهم.
  قلنا: فأعطتكم الأئمة من ذلك ما لم تعط أبناءها، وحملتكم من هدى الله فيه ما لم تحمله أقرباءها؟ فوصلت بذلك منكم البعيد الغريب، وقطعت من أرحامها القريب الحبيب، وقد قال الله لرسوله ÷: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ٢١٤}[الشعراء]، فخصهم بإنذاره منه دون المؤمنين، وسماهم جل ثناؤه دونهم الأقربين، وكان لهم بعد من النذارة ما لغيرهم، فاشتركوا هم وهم في رسولهم ونذيرهم، ولرسوله ÷ ما يقول: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا}[طه: ١٣٢]، والصلاة فإنما هي صلاة بما جعل الله من الطهور، وأنتم فإنما قلتم بالمسح وقلتم منه بما قلتم سماعا من أئمتكم زعمتم، فبالسماع علمتم منهم ما علمتم، وما في أيدينا من السماع أكثر من أهل الفرقة والاجتماع من أسود وأحمر ومتطهر وغير متطهر عن الرسول ÷ خلاف ما أنتم من المسح فيه، وأئمتكم فمختلف فيها، وغير مجتمع آل محمد ÷ [على] أحد منها، وممن قبل عنها، ما نفروا ونبذوا إن كانوا صادقين فيه، وبترك ما اجتمع فيه المختلفون جميعاً كلهم عن رسول الله ÷، إنهم إذاً أولى بالرسالة منه، لمن قبل عنهم ولم يقبل عنه.
  فإن قالوا: أخذنا به عن الله وكتابه، لأنه قال: {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ