مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

باب الوضوء

صفحة 352 - الجزء 2

  وَأَرْجُلَكُمْ}⁣[المائدة: ٦]، فألحق الأرجل بالرؤوس في المسح لحقا، وجعلهما لها في المسح نسقاً.

  قلنا: فبيننا وبينكم ما تلوتم من الآية، ففيها لنا ولكم في التبيان أكفى الكفاية، أليس إنما ذكر الله الرؤوس بالباء، فقال: {برءوسكم}، وذكر الأرجل بالواو وبالغسل في النسق، فانسقوا الأرجل بالوجوه والأيدي في اللحوق، والأرجل بالوجوه والأيدي في الواو أحق نسوقاً فيهما وأولى في النسق بهما لحوقا، ولو كان النسق للأرجل بالرؤوس لكان {وبأرجلكم} كما قيل: {برءوسكم}.

  وكفى بهذا بيانا - إن أنصفتم - لكم، ودفعاً - والحمد لله - لقولكم، وألحقوا ذوات الواو بذوات الواو، وأقروا ذات الباء إذا كانت واحدة فردا، فكفى بهذا لما قلتم ردا إن قبلتم فيه رشداً أو هدى، وقد وضعنا كتابا كبيراً في الطهارة كلها واستقصينا فيه بما يكفيه، كفانا الله وإياكم بالحق كافية، وألبسنا وإياكم لباس عافية⁣(⁣١).

باب الوضوء

  فإذا زالت الشمس ومالت فضربت الظلال شرقا وطالت⁣(⁣٢) - فقل: الحمد لله الذي أزال الشمس بعد استواء واعتدال، وجعل لها وبها ما جعل من مختلف الظلال. ثم توضأ بعد الزوال متى شئت، وفي أي وقت الصلاة هويت، ولا تتوضأ أبدا قبلها، ولكن إذا أردت أن تقوم لها فعند ذلك فتوضأ، وإنما تأويل


(١) في المخطوط: عافيته.

(٢) في المخطوط: أو طالت.