باب الوضوء
  مجزيا، ومن قدم منها مؤخراً أو أخر من حدودها مقدماً لم تجزه طهارته، ولزمه إذا لم يضع كل شيء منها موضعه إعادته.
  وسنقول إن شاء الله بعد الذي حددنا في الوضوء والصلاة ما يستحب أن يقال به من الذكر والتسبيح والأبواب المسماة.
  يستحب أن يقال إذا أخذ في الوضوء وابتدائه، وقبل أن يدخل في شيء من قسمه وأجزائه: باسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله، والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله.
  فإذا فرغت من الوضوء كله ومن غسل ما أمر الله بغسله فقل: الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيراً، اللهم لك الحمد فيما هديت من هذا إليه، وفيما قويتنا من هذا برحمتك عليه، اللهم اجعلني من التوابين المتطهرين، إنك رؤوف رحيم.
  فإذا قمت إن شاء الله للصلاة قلت في الافتتاح لها قبل التكبير والقراءة: الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا، ولم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له ولي من الذل. فإذا فرغت - إن شاء الله - من هذا الافتتاح لكل صلاة تصليها من صلوات النهار والليل والإصباح كبرت ساعة ابتدأت في مكانك، وقرأت حينئذ ما تيسر من قراءتك، غير محدود لك في شيء من القرآن بحد، ولا مقصود بك عن سوره كلها إلى قصد.
  وما قلنا به منه فإنما أخذناه من الكتاب وقلنا عنه؛ لقول الله جل ثناؤه فيه عند دلالته برحمته وفضله عليه، عند ذكره تبارك وتعالى وما أمر به فيها من الافتتاح والتكبير قبل القراءة التي أمر الإنسان بها: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ١١٠ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ