الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

مقدمة

صفحة 11 - الجزء 1

  

مقدمة

  الحمد للَّه ربَّ العالمين القائل: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ}⁣(⁣١)، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد الأمين وعلى آله الطاهرين حراس الشريعة، وحماة الدين، وبعد:

  فإن السنة النبوية المطهرة - على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم - تحتل منزلة عظيمة في التشريع الإسلامي؛ أنها المصدر الثاني من مصادره، والمنهج السامي من مناهجه.

  ولعلماء اليمن مشاركةٌ في جمع الحديث وتدوينه، واهتمامٌ بالحديث وعلومه في كلِّ العصور؛ فما من قرنٍ إلا وفيه من برز في علم الحديث، والمواضع التي طرقها العلماء بالبحث فيه كثيرةٌ، وتشمل نواحي عدِّة؛ ولأهمية الذكر طرق بعض العلماء الكتابة في هذا الفن ودراسة ما يتعلق به لأن ذكرَ الله - تعالى - يُحيي القلوبَ، ويجلو صدأها، وُيذهب قسوتَها، وُيذيبُ ما رانَ عليها من مكاسبَ وشهوات، ويصلُها بالله ø فتَخفقُ في كنفه ورضوانه هانئةً مطمئنة، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}⁣(⁣٢).

  والمسلم الذي يَنقادُ لربَّه - سبحانه - ويذكرُه بلسانه وقلبه، في سرِّه وجهره، إنما يُنيرُ دروبَ حياته ومَعَادِه بضياءٍ غامر، ويُحرزُ نفسَه من كيد الشيطان


(١) سورة البقرة: ١٥٢.

(٢) سورة الرعد: ٢٨.