الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

مقدمة

صفحة 12 - الجزء 1

  ووسوسته، ويستحضرُ دائمًا أنه في حماية إلهٍ عزيزٍ قدير، فتُثمرُ أوقاتُه بالمعارف والحكمة، ويكتسي وجهُه نضرةً وبهاءً.

  وما أحوجَ المسلمين اليوم إلى ذكر الله تعالى واستغفارِه ومناجاتِه؛ بعد أن ادلهمَّت حولَهم الخطوبُ، واشرأبّتْ بينهم الفتنُ، وتداعى عليهم الأعداءُ، وتضافرتْ فوقَ رؤوسهم المحن، وما أفقرَهم، أفرادًا وجماعاتٍ إلى نور الذكر؛ ليُبَدِّدَ ما اكتنفَ حياتَهم من ظلامٍ وفسادٍ وضَياع، وليجمعَ ما تشتَّتَ من قلوبهم وهِممهم، وما تبدَّدَ من إراداتِهم وعزائمِهم.

  وأفضلُ الذكر والدعاء ما وردَ مأثورًا في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة؛ لما في ذلك من التوحيد الخالص، والعبادة المشروعة، والمحبّة الصادقة لله ورسوله، والالتزامِ بألفاظٍ مخصوصةٍ هدفَ لها الشّارعُ الحكيم.

  لذلك أكثر العلماء من الكتب التي تجمع الأدعية والأذكار، واهتموا بها؛ لأهميتها ودورها في تهذيب النفس وربطها بالله تعالى، وهي كثيرة، ومنهم الإمام العلامة أحمد بن هاشم بن محسن الويسي | المتوفى سنة (١٢٦٩ هـ)؛ الذي ألف كتابه «السفينة المنجية في الأدعية المأثورة»، حيث قام بتخريج أحاديثها، والكلام عليها بكتابٍ (سماه الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة) وأودعَ في مؤلِّفُه تخريج أحاديث السفينة في الأدعية المأثورة التي جمعها، وذكر فيه شواهدها، وأضاف عليها نكتًا وفوائد، ورسمَ للمسلم من خلال أحاديث النبي الكريم مسيرة حياته كاملةً تشملُ يومَه وليله، ونومَه واستيقاظه، وعملَه وعبادتَه، وصحَّته ومرضه، وحِلَّه وترحالَه وغير ذلك من الأدعية المأثورة، وهو موضوع هذه الدراسة.

  أسباب اختيار الأطروحة:

  ١ - الرغبة الأكيدة في المشاركة في إحياء التراث الإسلامي، واليمني على وجه الخصوص، وإظهار كنوزه الثمينة التي خلفها لنا علماؤنا الأقدمون.

  ٢ - الرغبة فياكتساب الخبرة في تحقيق النصوص بتطبيق قواعده وأصوله،