الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

فصل: آداب الدعاء

صفحة 111 - الجزء 1

  قوله تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ}⁣(⁣١) (⁣٢).

  قلت: (ولا يستثنى)⁣(⁣٣) إلا ما روي عنه ÷ الجهر به أو تقريره فهو كالتخصيص لذلك، والله أعلم.

  ومنها: تخيرُّ الجوامع من الدعاء رواه أبو داود⁣(⁣٤).

  ومنها: أن يبدأ بنفسه، وأن يدعو لوالديه وإخوانه من المؤمنين وغير ذلك مما أثرنا، وإنَّما ذلك تنبيه على اليسير والمعونة بالله.

  وإذا عرض مانع من بعض الآداب فلا بأس بمخالفته ولا يُعدُ تاركًا للمندوب؛ لوجود المانع وعدم المقتضي كامتناع الاستقبال للراكب والمسافر؛ فيدعو كيف شاء، ولا يبطل من أجر الدعاء المتلبِّس بالندب عند إمكانه وحرص الداعي عليه شيء - إن شاء الله تعالى.

  وكذا إذا تعذَّر الوضوء ونحوه، وعدم الخلوة من الناس وأمثال ذلك.

  وبالجملة فالذِّكر على كل حال من الأحوال محمود، وإن حصلت محسِّناتُه فهو أفضل، وما امتنع منها مع الحرص على إيجاده فلا يُعدُ ناقصًا عنها إن شاء الله - تعالى - إلا ما أشرنا إليه من ترك الذكر في أحوال خاصة: كالجماع، وقضاء الحاجة، وما دل الدليل على استكراهه، والله أعلم.

  ولا يخفى على اللبيب استخراج فوائد الدعاء وثمراته من أحاديث فضائل الذكر؛ كما روي أن الصواعق لا تصيب ذاكرًا، والدعاء يردُّ القضاء، وفيه جماع خير الدنيا والآخرة؛ فليحرص على عدم الغفول عنه، والله الموفِّق.


= فاضل زاهد توفي سنة (٧٩١ هـ) وله "التذكرة الفاخرة في فقه العترة الطاهرة، وتعليق على اللمع، وغيرهما ينظر: الشوكاني، البدر الطالع: (١/ ٢١٠) والوجيه، أعلام المؤلفين الزيدية (٣٤١).

(١) سورة الأعراف: ٢٠٥.

(٢) ينظر: التيسير في علم التفسير: (مخطوط)، ينظر: الحبشي، مصادر الفكر العربي الإسلامي في اليمن (ص ٢٠) منه نسخة بمكتبة الجامع الكبير الغربية.

(٣) ما بين القوسين ساقط من (أ، ب).

(٤) أخرجه أبو داود في سننه: (٢/ ٦٠٥ رقم ١٤٨٢).