الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

قوله: الباب السادس: في ذكر شيء مما يقال عند الخروج من المنزل

صفحة 156 - الجزء 1

  صحيح⁣(⁣١)، وعن أنس قال: قال رسول الله ÷ «مَنْ قَالَ - يَعْنِي - إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ: بِسْمِ اللَّهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، يُقَالُ لَهُ: كُفِيتَ، وَوُقِيتَ، وَتَنَحَّى عَنْهُ الشَّيْطَانُ» أخرجه النسائي، والترمذي وحسَّنه، وزاد: فيقول: يعني الشيطان لشيطان آخر: كيف لك برجل قد هُدي وَوُقي وكُفي⁣(⁣٢).

  وعن أبي هريرة عن النبي ÷: كان إذا خرج من بيته قال: «بِسْمِ اللَّهِ، التُّكْلَانُ عَلَى اللَّهِ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ» أخرجه ابن ماجة، وابن السني⁣(⁣٣).

  وروى ابن السني من حديث بلال قال: كان رسول الله ÷ إذا خرج للصلاة قال: «بِسْمِ اللَّهِ، آمَنْتُ بِاللَّهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، اللَّهُمَّ بِحَقِّ السَّائِلِينَ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّ مَخْرِجِي هَذَا، فَإِنِّي لَمْ أَخْرُجْهُ أَشَرًا وَلَا بَطَرًا وَلَا رِيَاءً وَلَا سُمْعَةً، خَرَجْتُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ، وَاتِّقَاءَ سَخَطِكَ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُعِيذَنِي مِنَ النَّارِ، وَتُدْخِلَنِي الْجَنَّةَ»⁣(⁣٤).

  قال النووي: حديثٌ ضعيفٌ، أحد رواته: الوازع بن نافع العقيلي⁣(⁣٥)، وهو متفق على ضعفه، وأنه منكر الحديث.

  قال: وروينا في كتاب ابن السني معناه من رواية عطية العوفي⁣(⁣٦)، عن أبي سعيد،


(١) أخرجه أحمد في مسنده: (٤٤/ ٢٣٠ رقم ٢٦٦١٦)، وذكره ابن عساكر، في معجم الشيوخ، والترمذي في سننه: (٥/ ٤٩٠ رقم ٣٤٢٧) وقال: "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ".

(٢) أخرجه الترمذي في سننه: (٥/ ٤٩٠ رقم ٣٤٢٦) وقال: "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ"، والنسائي في سننه الكبرى: (٩/ ٣٩ رقم ٩٨٣٧) بلفظ مقارب.

(٣) أخرجه ابن ماجة في سننه: (٢/ ١٢٧٨ رقم ٣٨٨٥)، وابن السني في عمل اليوم والليلة: (١/ ١٤٦ رقم ١٧٧).

(٤) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة ك (١/ ٧٥ رقم ٨٤)، والنووي في الأذكار: (١/ ٧٨ رقم ١٧٢).

(٥) وازع بن نافع العقيلي العجلي الجزري، ضعفه أحمد وابن معين والبخاري والرازي وأبو زرعة والنسائي والدارقطني. ينظر: الجوزي، جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن (المتوفى: ٥٩٧ هـ): الضعفاء والمتروكون، تحقيق: عبد الله القاضي - دار الكتب العلمية، بيروت، ط ١ (١٤٠٦ هـ): (٣/ ١٨١ رقم ٣٦٢٧). وابن أبي حاتم، الجرح والتعديل: (٩/ ٣٩ رقم ١٧١).

(٦) عطية بن سعد بن جنادة العوفي الكوفي، أبو الحسن. من شيعة الكوفة، ومن رجال الحديث، من ثقات محدثي الشيعة، وثقه ابن سعد، خرج مع ابن الأشعث على الحجاج، طلب منه سب الإمام علي بن أبي طالب، فرفض، فجلد أربعمائة سوط وحلقت لحيته توفي سنة (١١١ هـ)، روى له محمد بن منصور، والناصر، وأبو طالب، والمرشد بالله وأبو داود والترمذي وابن ماجة. ينظر: المزي، تهذيب الكمال: =