[تحية المسجد]
  الأصحاب من طريق أبي ذر وغيره(١)، قال النووي عن بعض السلف: من لم يتمكن من صلاة التحية لمانعٍ استحب له أن يقول: «سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَر»(٢)، والله أعلم.
  ومما يستحب لقعيد المسجد ملازمة الذكر وتعلم الخير؛ فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ÷: «مَنْ دَخَلَ مَسْجِدنا لِيَتَعَلَّمَ خَيْرًا، أَوْ لِيُعَلِّمَهُ، كَانَ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَنْ دَخَلَهُ لِغَيْرِ ذَلِكَ، كَانَ كَالنَّاظِرِ إِلَى مَا لَيْسَ لَهُ». رواه أحمد، وابن ماجة(٣).
  وتجنب الروائح الكريهة: فعن جابر مرفوعًا قال: «مَنْ أَكَلَ الْبَصَلَ وَالثُّومَ وَالْكُرَّاثَ فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا؛ فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى كمَّا يتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ». متفقٌ عليه(٤).
  وتجنب اللهو والذهول عن الذكر، وإنشاد الأشعار؛ فقد نهى ÷ عن إنشاد الشعر كما في حديث عمرو بن شعيب(٥) عن أبيه(٦) عن جده مرفوعًا: "نهى ÷ عن إِنْشَادِ الشِّعْر والضَّالَّةِ ... " إلخ. رواه الخمسة(٧)، ويحمل على ما ليس فيه مكارم الأخلاق، ولا نَدبٌ إلى الخير؛ فقد صح عنه ÷ إنشاد الشعر بحضرته فيه؛ كما في رواية أبي هريرة عند استشهاد حسان(٨) له وعمر، أنه كان ينشده شعرًا، وهو ÷ وَاضِعًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى، وقال: «اللَّهُمَّ أَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ» متفقٌ عليهما(٩).
(١) أخرجه أبو طالب في الأمالي: (ص ٣٥٥)، وابن أبي شيبة في مصنفه: (١/ ٢٩٩ رقم ٣٤٢١).
(٢) ذكره النووي، في الأذكار: (ص ٨٢).
(٣) أخرجه أحمد في مسنده: (١٦/ ٤٧٦ رقم ١٠٨١٤)، وابن ماجة في سننه: (١/ ٨٢ رقم ٢٢٧).
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه: (١/ ٢٩٢ رقم ٨١٥) عن ابن عمر وبدون "فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى كمَّا تتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ"، مسلم في صحيحه: (١/ ٣٩٥ رقم ٧٤ - (٥٦٤) عن جابر بن عبد الله ..
(٥) عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو العاص السهمي، ضعفه بعض المحدثين ووثقه آخرون، توفي سنة (١١٨ هـ). ينظر: الذهبي، ميزان الاعتدال: (٣/ ٢٣٦ رقم ٦٣٨٣)، والمزي، تهذيب الكمال: (٢٢/ ٦٤ رقم ٤٣٨٥).
(٦) شعيب بن محمد السهمي قال ابن حبَّان: في التابعين من الثقات، توفي سنة (٩٠ هـ). ينظر: ابن حجر، تهذيب التهذيب: (٤/ ٣٥٦ رقم ٦٠٧)، وابن سعد، الطبقات الكبرى: (٥/ ١٨٧ رقم ٧٧٦.
(٧) أخرجه أحمد في مسنده: (٣٦/ ٢٦٧ رقم ٢١٩٣٦)، وابن ماجة في سننه: (١/ ٢٥٢ رقم ٧٦٦)، أبو داود في سننه: (٢/ ٣٠٦ رقم ١٠٧٩)، والترمذي في سننه: (٢/ ١٣٩ رقم ٣٢٢)، والنسائي في المجتبى: (٢/ ٤٨ رقم ٧١٦).
(٨) كذا في الأصل استنشاد ولعل الصواب استنشاد. وحَسَّانَ هو: ابْنَ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيَّ، وهو من فحول الشعراء في الجاهلية والإسلام توفي سنة (٤٠ هـ) وقيل (٣٥ هـ). ينظر: ابن عبد البر، الاستيعاب: (١/ ٤٠٤).
(٩) أخرجه البخاري في صحيحه: (١/ ١٧٣ رقم ٤٤٢)، ومسلم في صحيحه: (٤/ ١٩٣٣ رقم ١٥٢ - (٢٤٨٥).