قوله: الباب الخامس عشر: في أذكار عند الاستيقاظ للتهجد
  وثبت في الصحيحين أن رسول الله ÷ كان إذا قام من الليل قال: «اللهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ» وأخرجه الأربعة، وابن حبَّان(١).
= الْمُؤَذِّنُ لِصَلَاةِ الْعِشَاءِ وَثَابَ النَّاسُ، ثُمَّ صَلَّى الصَّلَاةَ فَقَامَ يَرْكَعُ حَتَّى انْصَرَفَ مَنْ بَقِيَ فِي الْمَسْجِدِ، فَانْصَرفَ إِلَى مَنْزِلِهِ وَتَبِعْتُهُ، فَلَمَّا سَمِعَ حِسِّي، قَالَ: «مَنْ هَذَا؟»، وَالْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقُلْتُ: ابْنُ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: «ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ؟»، قُلْتُ: ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ ÷، قَالَ: «مَرْحَبًا بِكَ يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ، مَا جَاءَ بِكَ؟»، فَقُلْتُ: بَعَثَنِي أَبِي بِكَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: «السَّاعَةَ جِئْتَ؟»، فَقُلْتُ: لَا، فَقَالَ: «إِذَا لَمْ تَنْصَرِفْ إِلَى سَاعَتِكَ هَذِهِ فَلَسْتَ مُنْصَرِفًا»، فَدَخَلَ مَنْزِلِهِ وَدَخَلْتُ مَعَهُ، فَقُلْتُ: لَأَنْظُرَنَّ صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ ÷، فَنَامَ حَتَّى سَمِعْتُ غَطِيطَهُ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ فَرَمَى بِبَصَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ وَتَلَا هَذِهِ الْآيَاتِ الَّتِي فِي سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}[آل عمران: ١٩٠] الآيَاتُ الْخَمْسُ حَتَّى انْتَهَى {إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ}[آل عمران: ١٩٤] ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي سَمْعِي نُورًا، وَفِي بَصَرِي نُورًا، وَمِنْ تَحْتِي نُورًا، وَاجْعَلْ لِي عِنْدَكَ نُورًا»، وَإِلَى جَانِبِهِ مُخَضَّبٌ مِنْ بِرَامٍ مُطْبَقٍ عَلَيْهِ سِوَاكٌ فَاسْتَنَّ، ثُمَّ تَوَضَّأَ، ثُمَّ رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ وَعَادَ، ثُمَّ نَامَ أَيْضًا حَتَّى سَمِعْتُ غَطِيطَهُ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ فَتَلَا الْآيَاتِ، وَدَعَا بِالدَّعْوَةِ، ثُمَّ اسْتَنَّ، ثُمَّ تَوَضَّأَ، ثُمَّ رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ نَامَ أَيْضًا حَتَّى سَمِعْتُ غَطِيطَهُ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ فَتَلَا الْآيَاتِ، وَدَعَا بِالدَّعْوَةِ، ثُمَّ اسْتَنَّ، ثُمَّ تَوَضَّأَ، ثُمَّ صَلَّى صَلَاةً عَرَفْتُ أَنَّهُ يُوتِرُ فِيهَا فَجِئْتُ إِلَى رُكْنِهِ الْأَيْسَرِ فَأَخَذَ بِأُصْبُعِهِ أُذُنِي فَأَدَارَنِي حَتَّى أَقَامَنِي إِلَى رُكْنِهِ الْأَيْمَنِ ثُمَّ رَكَعَ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ. ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ٦١)، وعزاه إلى المرشد بالله في الأمالي الخميسية: (١/ ٢٨٣ رقم ٩٧٢).
وحديث ابن عباس أخرجه النسائي في سننه الكبرى: (٩/ ٣١٥ رقم ١٠٦٢٤) وابن حبَّان في صحيحه: (١٢/ ٣٤٣ رقم ٥٥٣٣)، والحاكم في مستدركه: (١/ ٧٣٣ رقم ٢٠١١) وقال "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ"، وأبو يعلى في مسنده: (٣/ ٣٢٦ رقم ١٧٩١)، والبخاري في صحيحه: (٥/ ٢٣٢٦ رقم ٥٩٥٣)، والنووي في الأذكار:) ١/ ٦٥ رقم ١٣٦).
(١) أخرجه مسلم في صحيحه: (١/ ٥٣٤ رقم ٢٠٠ - (٧٧٠) عن عائشة، وابن ماجة في سننه: (١/ ٤٣١ رقم ١٣٥٧). وأبي داود في سننه: (٢/ ٧٨ رقم ٧٦٧)، والترمذي في سننه: (٥/ ٤٨٤ رقم ٣٤٢٠)، وقال: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ»، والنسائي في المجتبى: (٣/ ٢١٢ رقم ١٦٢٥)، وابن حبَّان في صحيحه: (٦/ ٣٣٥ رقم ٢٦٠٠).