الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

قوله: الباب الخامس عشر: في أذكار عند الاستيقاظ للتهجد

صفحة 215 - الجزء 1

  وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ÷: «إِذَا رَدَّ اللَّهُ⁣(⁣١) تعالى للعَبْدِ نَفْسَهُ مِنَ اللَّيْلِ، فَسَبَّحَهُ وَاسْتَغْفَرَهُ وَدَعَاهُ تَقَبَّلَ مِنْهُ» رواه ابن السني؛ فيكون تقريرًا لمطلق ما يدعو به من استيقظ بما أراد من الأدعية.

  وعنه أيضا مرفوعا: «إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ ثُمَّ عَادَ إِلَى فراشه، فَلْيَنْفُضْهُ بِصَنِفَةِ إِزَارِهِ؛ ثلاث مرات فإنه لَا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ»⁣(⁣٢) الحديث، وقد تقدم أنه «إذا أوى إلى فراشه فلينفضه بداخل إزاره» فيكون مستحبا في الموضعين، وقد ذكرنا حديث ابن عباس الطويل في الأصل ففيه كفاية⁣(⁣٣).

  وعن مالك: أنه بلغه عن أبي الدرداء كَانَ يَقُومُ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ، فَيَقُولُ: «نَامَتِ الْعُيُونُ. وَغَارَتِ النُّجُومُ، وَأَنْتَ حَيُّ قَيُّومُ»⁣(⁣٤). وأما إذا قام ولم يعد إلى النوم فقد تقدم في بابه ما يكفي، إلا أنه يضيف إليه ما رواه النسائي، وابن حبَّان، والحاكم، وأبو يعلى من حديث جابر: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ إِلَيَّ نَفْسِي وَلَمْ يُمِتْهَا فِي مَنَامِهَا، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي {يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا}⁣(⁣٥) الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ}⁣(⁣٦)» إلخ، وزاد الحاكم: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ». وزاد البخاري وغيره: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَمَا أَمَاتَنَا، وَإِلَيْهِ النُّشُورُ» قال النووي: ويستحب إذا استيقظ وخرج من بيته أن ينظر إلى السماء، ويقرأ الآيات الخواتم من سورة آل عمران كما في حديث ابن عباس⁣(⁣٧).


= داود في سننه: (٧/ ٣٩٨ رقم ٥٠٦٠)، والترمذي في سننه: (٥/ ٤٨٠ رقم ٣٤١٤) والنسائي في سننه الكبرى: (٩/ ٣١٧ رقم ١٠٦٣١) عن عبادة بن الصامت. وبلفظ مقارب.

(١) في (أ، ب، ج) إذا أراد الله، والصواب ما أثبتناه من (د).

(٢) تمامه ثم يقول: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فارحمها.

(٣) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (١/ ٦٧٩)، و (١/ ٦٥٣ رقم ٧١٠).

(٤) أخرجه الإمام مالك في الموطأ: (١/ ٢١٩ رقم ٤٣).

(٥) سورة فاطر: ٤١.

(٦) سورة الحج: ٦٥.

(٧) عن ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّ أَبَاهُ بَعَثَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ÷ فِي حَاجَةٍ، قَالَ: فَوَجَدْتُهُ جَالِسًا مَعَ أَصْحَابِهِ فِي الْمَسْجِدِ فَلَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَكُلِّمَهُ، فَلَمَّا صَلَّى الْمَغْرِبَ قَامَ يَرْكَعُ حَتَّى إِذَا أَذَّنَ =