الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

قوله: الباب السادس عشر في أذكار الصباح والمساء

صفحة 234 - الجزء 1

  قَبْلَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيَّ الْقَيُّومَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، غَفَرَ اللَّهُ ذُنُوبَهُ وَلَوْ كَانَتْ ذُنُوبُهُ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ»⁣(⁣١).

  ويستحب الإكثار من الدعاء في يوم الجمعة، وفيها الساعة الموعود بالإجابة فيها، وقد اختلف فيهما اختلافا طويلا على أحد عشر قولا.

  قال الجريري: الذي نختاره ثمانية أقوال:

  فالأول: «مَا بَيْنَ أَنْ يَجْلِسَ الْإِمَامُ إِلَى أَنْ تُقْضَى الصَّلَاةُ». رواه مسلم، وأبو داود⁣(⁣٢)، وقيل: «من حين تقام الصلاة إلى السلام منها»، رواه الترمذي، وابن ماجة⁣(⁣٣).

  وللشيخين: «والداعي قائم يصلي»⁣(⁣٤)، وقيل: «بَعْدَ الْعَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ». رواه الترمذي موقوفًا⁣(⁣٥)، وقيل: آخر ساعة - وهو قول أحمد وجمهور الصحابة والتابعين - من يوم الجمعة⁣(⁣٦)، رواه أبو داود والنسائي مرفوعًا⁣(⁣٧)، ومالك، والترمذي، والحاكم، والبزَّار مرفوعًا⁣(⁣٨)، وقيل: بعد طلوع الفجر قبل (طلوع)⁣(⁣٩) الشمس، وقيل: بعدها. وقال أبو ذر الغفاري | تعالى⁣(⁣١٠): وقت الزوال يشير إلى ذراع.

  قال الجريري: والذي أعتقده أنها وقت قراءة الإمام فيها إلى قول: آمين؛ جمعا بين الأحاديث التي صحت.


(١) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة: (١/ ٧٥ رقم ٨٣).

(٢) أخرجه مسلم في صحيحه: (١/ ٥٨٤ رقم ١٦ - (٨٥٣)، وأبو داود في سننه: (٢/ ٢٨٢ رقم ١٠٤٩

(٣) أخرجه الترمذي في سننه (٢/ ٣٦١ رقم ٤٩٠) بلفظ: «حِينَ تُقَامُ الصَّلَاةُ إِلَى انْصِرَافٍ مِنْهَا» عن عمرو بن عوف، وقال الترمذي: «حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ»، وابن ماجة في سننه: (١/ ٣٦٠ رقم ١١٣٨).

(٤) أخرجه البخاري في صحيحه: (٨/ ٨٥ رقم ٦٤٠٠)، ومسلم في صحيحه: (٢/ ٥٨٤ رقم ١٤ - (٨٥٢).

(٥) أخرجه الترمذي في سننه: (٢/ ٣٦٠ رقم ٤٨٩)،

(٦) أخرجه أحمد في مسنده: (٣٩/ ٢٠٢ رقم ٢٣٧٨٥).

(٧) أخرجه أبو داود في سننه: (٢/ ٢٨١ رقم ١٠٤٨)، والنسائي في المجتبى: (٣/ ٩٩ رقم ١٣٨٩) عن جابر.

(٨) أخرجه الإمام مالك في الموطأ: (١/ ١٠٨ رقم ١٦) والترمذي في سننه: (٢/ ٣٦٠ رقم ٤٨٩) وقال «هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ" والبزار في مسنده: (١٥/ ٣٥ رقم ٨٢٢٨)، والحاكم في مستدركه: (١/ ٤١٣ رقم ١٠٣٠).

(٩) ما بين القوسين ساقط من (أ).

(١٠) أبو ذر الغفاري جندب بن جنادة، أسلم قديمًا وتأخرت هجرته لبعد بدر ولا زم النبي ÷ حياته كان قوالًا بالحق آمرًا بالمعروف ناهٍ عن المنكر نفاه عثمان لذلك، قال فيه النبي ÷: «ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر» وقال على #: وعاء مليء علمًا، توفي منفيًا سنة (٣٢ هـ). ينظر: القاسمي، الجداول الصغرى: (مخطوط).