قوله: الباب السادس عشر في أذكار الصباح والمساء
  قَبْلَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيَّ الْقَيُّومَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، غَفَرَ اللَّهُ ذُنُوبَهُ وَلَوْ كَانَتْ ذُنُوبُهُ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ»(١).
  ويستحب الإكثار من الدعاء في يوم الجمعة، وفيها الساعة الموعود بالإجابة فيها، وقد اختلف فيهما اختلافا طويلا على أحد عشر قولا.
  قال الجريري: الذي نختاره ثمانية أقوال:
  فالأول: «مَا بَيْنَ أَنْ يَجْلِسَ الْإِمَامُ إِلَى أَنْ تُقْضَى الصَّلَاةُ». رواه مسلم، وأبو داود(٢)، وقيل: «من حين تقام الصلاة إلى السلام منها»، رواه الترمذي، وابن ماجة(٣).
  وللشيخين: «والداعي قائم يصلي»(٤)، وقيل: «بَعْدَ الْعَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ». رواه الترمذي موقوفًا(٥)، وقيل: آخر ساعة - وهو قول أحمد وجمهور الصحابة والتابعين - من يوم الجمعة(٦)، رواه أبو داود والنسائي مرفوعًا(٧)، ومالك، والترمذي، والحاكم، والبزَّار مرفوعًا(٨)، وقيل: بعد طلوع الفجر قبل (طلوع)(٩) الشمس، وقيل: بعدها. وقال أبو ذر الغفاري | تعالى(١٠): وقت الزوال يشير إلى ذراع.
  قال الجريري: والذي أعتقده أنها وقت قراءة الإمام فيها إلى قول: آمين؛ جمعا بين الأحاديث التي صحت.
(١) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة: (١/ ٧٥ رقم ٨٣).
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه: (١/ ٥٨٤ رقم ١٦ - (٨٥٣)، وأبو داود في سننه: (٢/ ٢٨٢ رقم ١٠٤٩
(٣) أخرجه الترمذي في سننه (٢/ ٣٦١ رقم ٤٩٠) بلفظ: «حِينَ تُقَامُ الصَّلَاةُ إِلَى انْصِرَافٍ مِنْهَا» عن عمرو بن عوف، وقال الترمذي: «حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ»، وابن ماجة في سننه: (١/ ٣٦٠ رقم ١١٣٨).
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه: (٨/ ٨٥ رقم ٦٤٠٠)، ومسلم في صحيحه: (٢/ ٥٨٤ رقم ١٤ - (٨٥٢).
(٥) أخرجه الترمذي في سننه: (٢/ ٣٦٠ رقم ٤٨٩)،
(٦) أخرجه أحمد في مسنده: (٣٩/ ٢٠٢ رقم ٢٣٧٨٥).
(٧) أخرجه أبو داود في سننه: (٢/ ٢٨١ رقم ١٠٤٨)، والنسائي في المجتبى: (٣/ ٩٩ رقم ١٣٨٩) عن جابر.
(٨) أخرجه الإمام مالك في الموطأ: (١/ ١٠٨ رقم ١٦) والترمذي في سننه: (٢/ ٣٦٠ رقم ٤٨٩) وقال «هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ" والبزار في مسنده: (١٥/ ٣٥ رقم ٨٢٢٨)، والحاكم في مستدركه: (١/ ٤١٣ رقم ١٠٣٠).
(٩) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(١٠) أبو ذر الغفاري جندب بن جنادة، أسلم قديمًا وتأخرت هجرته لبعد بدر ولا زم النبي ÷ حياته كان قوالًا بالحق آمرًا بالمعروف ناهٍ عن المنكر نفاه عثمان لذلك، قال فيه النبي ÷: «ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر» وقال على #: وعاء مليء علمًا، توفي منفيًا سنة (٣٢ هـ). ينظر: القاسمي، الجداول الصغرى: (مخطوط).