الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

قوله: الباب التاسع عشر: في أذكار السفر

صفحة 252 - الجزء 1

  فأما حديث صخر بن وداعة⁣(⁣١) (⁣٢): فقد اشتمل على أطرافٍ كثيرةٍ، فصدره أخرجه الأربعة وحسَّنه الترمذي⁣(⁣٣)، وصحَّحه ابن حبَّان عن صخرٍ أيضًا، قال: وكان صخرٌ تاجرًا فكان يبعث بتجارته أول النهار لرواية، "وكان إذا بعث جيشًا بعثه أول النهار"، وهي من جملة الحديث فأثرى وكثر ماله⁣(⁣٤).

  وفي لفظ لابن ماجة والطبراني عن عائشة وأبي هريرة مرفوعًا: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا يَوْمَ الْخَمِيسِ» وفي لفظ عنها: «اغْدُوا فِي طَلَبِ الْعِلْمِ، فَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّيَ أَنْ يُبَارِكَ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا، وَيَجْعَلَ ذَلِكَ يَوْمَ الْخَمِيسِ»⁣(⁣٥).

  وفي الباب: عن علي، وجابر، وبريدة، وابن عباس، وأنس، وعبد الله بن سلام، وابن عمر، وعمران بن حصين، ونبيط بن شريط⁣(⁣٦) وغيرهم⁣(⁣٧). قال السخاوي: قال شيخنا


= بالواجب، والمكروه بالمحرم، وأشرف الأسفار وأقربها سفر الجهاد، والهجرة، ورد المظالم، والحج، ثم طلب العلم، ثم التكسب من الحلال، ثم زيارة قبر النبي ÷ وأهل البيت، والفضلاء، والمشايخ، والإخوان، وما يتصل بكل، ولا ينبغي لمن أخذ في سفر أن يخليه عن تحرير النية بما يطابقه فإنما الأعمال بالنيات، وأما المباح فكالتنزه، وطلب الراحة، ولا ينبغي أن يكون ذلك خاليًا من نية خير فإنه يلحق بالمندوب، وأما السفر المحرم والمكروه فما تعلق بمعصية - نعوذ بالله من ذلك، أو مكروه ولا ينبغي لعاقل أن يخوض في شيءٍ من ذلك. ذكره الويسي، السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ السفينة: (ص ٧١).

(١) صخر بن وداعة الغامدي، الأسدي، حجازي، سكن الطائف، له صحبة. ينظر: المزي، تهذيب الكمال: (١٣/ ١٢٥ ر قم ٢٨٥٩)، والقرطبي، الاستيعاب في معرفة الأصحاب: (٢/ ٧١٦ رقم ١٢١٠).

(٢) عن صخر بن وداعة وعدد كثير من الصحابة مرفوعًا: «اللهمَّ بارك لأمتي في بكورها»، وكان إذا بعث جيشًا أو سرية بعثه أول النهار، وفي بعض طرقه بزيادة «يوم خميسها». ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ السفينة: (ص ٧٢)، وعزاه إلى السخاوي في المقاصد الحسنة: (١٥٩ رقم ١٧١)، والإمام أبي طالب في أماليه: (٢٩٢)، و علي بن موسى # في الصحيفة: (ص ٤٩٩) بزيادة «ويوم سبتها»، هذا معناه، وفيها كان رسول الله ÷ يسافر يوم الإثنين والخميس، ويقول: «فيهما ترفع الأعمال، وفيهما تعقد الألوية».

(٣) أخرجه ابن ماجة في سننه: (٢/ ٧٥٢ رقم ٢٢٣٦)، وأبو داود في سننه: (٤/ ٢٤٧ رقم ٢٦٠٦)، والترمذي في سننه (٣/ ٥٠٩ رقم ١٢١٢)، والنسائي في سننه: (٨/ ١٢٠ رقم ٨٧٨٢).

(٤) أخرجه ابن حبَّان في صحيحه: (١١/ ٦٢ رقم ٤٧٥٤).

(٥) أخرجه ابن ماجة في سننه: (٢/ ٧٥٢ رقم ٢٢٣٧) عن أبي هريرة، والطبراني في معجمه الأوسط: (٥/ ٢٥٥ رقم ٥٢٤٤) عن عائشة.

(٦) نبيط بْن شريط بْن أنس بْن مالك بْن هلال الأشجعي، الكوفي، له صحبة. ينظر: المزي، تهذيب الكمال: (٢٩/ ٣١٦ رقم ٦٣٨١)، وابن عبد البر، الاستيعاب: (٤/ ١٤٩٢ رقم ٢٥٩٨).

(٧) أخرجه أحمد في مسنده: (٢/ ٤٣٩ رقم ١٣٢٠) عن علي. وابن شاكر، أبو بكر محمد بن جعفر السامري =