قوله: فصل في توديع المسافر
  وفي الوصية للمسافر ما رواه أبو هريرة: أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُسَافِرَ فَأَوْصِنِي، قَالَ: «عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَالتَّكْبِيرِ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ»، فَلَمَّا أَنْ وَلَّى الرَّجُلُ، قَالَ: «اللَّهُمَّ اطْوِ لَهُ الأَرْضَ، وَهَوِّنْ عَلَيْهِ السَّفَرَ». رواه الترمذي وحسنه، وابن ماجة، والنسائي(١).
  وعن أنس قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ÷ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّه، إِنِّي أُرِيدُ سَفَرًا فَزَوِّدْنِي. قَالَ: «زَوَّدَكَ اللَّهُ التَّقْوَى»، قَالَ: زِدْنِي، قَالَ: «وَغَفَرَ ذَنْبَكَ» قَالَ: زِدْنِي بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، قَالَ: «وَيَسَّرَ لَكَ الخَيْرَ حَيْثُمَا كُنْتَ». رواه الحاكم، والترمذي وحسنه(٢).
  وفي رواية لابن عياش(٣) مرفوعًا: «جَعَلَ اللَّهُ التَّقْوَى زَادَكَ، وَغَفَرَ ذَنْبَكَ، وَوَجَّهَكَ لِلْخَيْرِ حَيْثُمَا تَوَجَّهْتَ»(٤).
  حديث أنس(٥): أخرجه العدني(٦) في مسنده، وابن السني(٧)، والبيهقي، والضياء في المختارة، وابن حبَّان، وصحَّحه، كلُّهم بلفظ: «وَأَنْتَ تَجْعَلُ الحَزْنَ إِذَا شِئْتَ سَهْلًا» ورواية الأصل بالمعنى، وكلُّهم عن أنس أيضًا(٨).
(١) أخرجه الترمذي في سننه: (٥/ ٥٠٠ رقم ٣٤٤٥) وقال: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ»، وابن ماجة في سننه: (٢/ ٩٢٦ رقم ٢٧٧١) والنسائي في سننه الكبرى: (٩/ ١٨٨ رقم ١٠٢٦٦).
(٢) أخرجه الترمذي في سننه: (٥/ ٥٠٠ رقم ٣٤٤٤) وقال: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ»، والحاكم في مستدركه (٢/ ١٠٧ رقم ٢٤٧٧).
(٣) قتادة بن عياش أبو هشام الجرشي الرهاوي. وهو عن قتادة الرهاوي، قال: لما عقد لي رسول الله ÷ على قومي أخذت بيده فودعته، فقال: (جعل الله التقوى زادك، وغفر ذنبك، ووجهك للخير حيثما تكون). ينظر: ابن كثير، أبو الفداء إسماعيل بن عمر القرشي البصري (المتوفى: ٧٧٤ هـ): جامع المسانيد والسُّنَن الهادي لأقوم سَنَن، تحقيق: د عبد الملك الدهيش، دار خضر للطباعة والنشر والتوزيع بيروت، لبنان (١٤١٩ هـ/ ١٩٩٨ م): (٧/ ٩٢ رقم ٨٨١٧).
(٤) أخرجه الطبراني في معجمه الكبير: (١٩/ ١٥ رقم ٢٢) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: (١٠/ ١٣١ رقم ١٧٠٩٢).
(٥) عن أنس مرفوعًا: «اللَّهم لا سَهْلَ إِلا مَا جَعَلْتَهُ سَهْلا، وَأَنْتَ إِنْ شِئْتَ جَعَلْتَ الْحَزَنَ سَهْلا». ذكره الويسي في السفينة المنجية: (ص ٧٢)، وعزاه إلى السخاوي في المقاصد الحسنة: (١/ ١٦١ رقم ١٧٦).
(٦) محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني أبو عبد الله، قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: كان رجلا صالحا، وكانت به غفلة، توفي سنة (٢٤٣ هـ) صنف المسند. ينظر: الذهبي، سير أعلام النبلاء: (٩، ٤٨٠ رقم ١٩٩١).
(٧) أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن أسباط، أبو بكر الدينوري، الحافظ المعروف بابن السني، حافظ مذكور ومصنف مشهور، صاحب كتاب عمل اليوم والليلة، توفي سنة (٣٦٤ هـ). ينظر: ابن عساكر، تاريخ دمشق: (٥/ ٢١٤ رقم ١١٣)، والسبكي، =