قوله: فصل في توديع المسافر
  حديث ابن عباس(١): أخرجه مع اختلافٍ يسيرٍ مسلم والثلاثة إلَّا (فتنة السفر) فلم يذكروها، وفي رواية لمسلم: «وكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ وَسُوءِ الْمَنْظَرِ، ولم يذكروا إلِّا: (أوبًا لربنا)، وربَّما يكون في حديثٍ آخر، زاد أبو داود: "، وكان النبي ÷ وجيوشُه إذا علوا الثنايا كبَّروا، وإذا هَبَطُوا سبَّحوا، فوُضِعَتِ الصلاةُ على ذلكَ وزادوا: «اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ»(٢).
  قال في سلاح المؤمن: (وعثاء السّفر) بِالْمدِّ: شدَّته و (كآبة المنقلب) أَن يَنْقَلِب من سَفَره إِلَى أَهله بِأَمْرٍ يُكتئب مِنْهُ(٣).
  وعن عبد الله بن سرجس(٤) قال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ ÷ [إِذَا سَافَرَ](٥) يَتَعَوَّذُ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ، وَالْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْرِ، وَدَعْوَةِ الْمَظْلُومِ، وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ» رواه مسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، وزاد الترمذي: «اللَّهُمَّ اصْحَبْنَا فِي سَفَرِنَا، وَاخْلُفْنَا فِي أَهْلِنَا»(٦).
= طبقات الشافعية: (٣/ ٣٩ رقم ٨٧)، والذهبي، تاريخ الإسلام: (٨/ ٢٢٤ رقم ٩٨).
(٨) ذكره ابن أبي عمر العدني في مسنده، جمعه ورتب أحاديثه: أبو أنس سعيد بن جمعة العربي السكندري، والكتاب مرويات ابن أبي عمر في الكتب المسندة: (١/ ٤٠ (١٥٣٤) - [١٥٣٥])، وابن السني في عمل اليوم والليلة: (١/ ٣١١ رقم ٣٥١)، والبيهقي في الدعوات الكبير: (١/ ٣٥٥ رقم ٢٦٥)، وابن حبَّان في صحيحه: (٣/ ٢٥٥ رقم ٩٧٤)، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة: (٥/ ٦٢ رقم ١٦٨٣).
(١) عن ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ÷ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ فِي سَفَرٍ، قَالَ: «اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفِتْنَةِ فِي السَّفَرِ، وَالْكَآبَةِ فِي الْمُنْقَلَبِ، اللَّهُمَّ اقْبِضْ لَنَا الْأَرْضَ، وَهَوِّنْ عَلَيْنَا السَّفَرَ»، وَإِذَا أَرَادَ الرُّجُوعَ، قَالَ: «آيِبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، حَامِدُونَ»، فَإِذَا دَخَلَ إِلَى أَهْلِهِ، قَالَ: «أَوْبًا لِرَبِّنَا تَوْبًا لَا يُغَادِرُ عَلَيْنَا حَوْبًا». ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ٧٤)، وعزاه إلى المرشد بالله، في الأمالي الخميسية: (١/ ٣٢٧ رقم ١١٥٣)، والسخاوي، في المقاصد الحسنة: (٧١٤ رقم ١٢٨٣).
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه: (٢/ ٩٧٩ رقم ٤٢٦ - (١٣٤٣)، والترمذي في سننه: (٥/ ٤٩٧ رقم ٣٤٣٨)، وأبو داود في سننه: (٤/ ٢٤٠ رقم ٢٥٩٩)، والنسائي في سننه الكبرى: (٧/ ٢٢٧ رقم ٧٨٨٥).
(٣) ابن همام، سلاح المؤمن في الدعاء والذكر: (١/ ٣٨٢ رقم ٧٠٣).
(٤) عبد الله بْن سرجس الْمُزْنِيّ، ويقال الْمَخْزُومِيّ، قال عَاصِم الأحول: عَبْد اللَّهِ بْن سرجس رأى النَّبِيّ ÷ ولم يكن لَهُ صحبة. وقال أَبُو عُمَر: لا يختلفون فِي ذكره فِي الصحابة، ويقولون: لَهُ صحبة على مذهبهم فِي اللقاء والرؤية والسماع، وأما عَاصِم الأحول فأحسبه أراد الصحبة التي يذهب إليها العلماء، وأولئك قليل. ينظر: ابن عبد البر الاستيعاب في معرفة الأصحاب: (٣/ ٩١٦ رقم ١٥٤٨).
(٥) ما بين المعقوفتين من صحيح مسلم.
(٦) أخرجه مسلم في صحيحه: (٢/ ٩٧٩ رقم ٤٢٦ - (١٣٤٣)، والترمذي في سننه: (٥/ ٤٩٧ رقم ٣٤٣٩)، والنسائي في سننه الكبرى: (٨/ ١٠٦ رقم ٨٧٥٠)، وابن ماجة في سننه: (٢/ ١٢٧٩ رقم ٣٨٨٨).