قوله: فصل في توديع المسافر
  وعنده (الكور) بالراء قال: ويروى بالنون، قال: وكلاهما له وجهٌ، ويُقال: إنما هو الرجوع من الإيمان إلى الكفر، أو من الطاعة إلى المعصية، إنَّما يعني الرجوع من شيءٍ إلى شيءٍ من الشر، قال في السلاح: والكور بالرَّاء مَأْخُوذٌ من تكوير الْعِمَامَة [وَهُوَ لفُّها وَجَمعهَا]، وبالنون مصدر كَانَ وَرِوَايَة النُّون أَكثر(١). انتهى.
  حديث (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، مَا أَشَدَّ حَرَّ هَذَا الْيَوْمِ) إلخ: هو من حديث أبي سعيد أو أبي هريرة. أخرجه ابن السني، وأبو نعيم، ثم في آخره قالوا: يا رسول الله ومَا زَمْهَرِيرُ جَهَنَّمَ؟ قَالَ: «بَيْتٌ يُلْقَى فِيهِ الْكَافِرُ، فَيَتَمَيَّزُ مِنْ شِدَّةِ بَرْدِهَا بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ»(٢)، قال: السخاوي: وسنده ضعيفٌ(٣)، وقد يُقوى بوجوهٍ في غيره. ورواه السمان الحافظ(٤).
  حديث الأحكام(٥): أخرجه مسلم والثلاثة كما تقدَّم؛ فهي ألفاظٌ متقاربةٌ كلُّها شاهدٌ للكل(٦).
  حديث الهجرة(٧): عن أبي هريرة أخرجه الحاكم، وأبو سعيد(٨) في شرف المصطفى(٩)،
(١) ذكره ابن همام، سلاح المؤمن في الدعاء والذكر: (١/ ٣٨٣ رقم ٧٠٤)، وما بين المعقوفتين من سلاح المؤمن.
(٢) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة: (١/ ٢٦٥ رقم ٣٠٦).
(٣) ذكره السخاوي، المقاصد الحسنة: (١/ ٧١٤ رقم ١٢٨٣).
(٤) إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بن محمد بن زنجويه، أَبُو سَعْدٍ السمان، ولد سنة (٣٧٢ هـ)، مقرئ ومفسر ومحدث، وحافظ عالم بالحديث والعلل، وفقيه متقن محيط بفقه الزيدية، وهو متكلم أصولي، عدلي، مؤرخ، توفي سنة (٤٤٠ هـ) وقيل (٤٤٣ هـ) له الأمالي في الحديث، والمجالس وغيرهما. ينظر: الدمشقي الصالحي، أبوعبد الله محمد بن أحمد بن عبد الهادي (المتوفى: ٧٤٤ هـ): طبقات علماء الحديث، تحقيق: أكرم البوشي، إبراهيم الزيبق، مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، ط ٢ (١٤١٧ هـ/ ١٩٩٦ م): (٣/ ٣١٧ رقم ٩٨٤)، والذهبي، أعلام النبلاء: (١٣/ ٣٠٧ رقم ٤١١٧)، والوجيه، أعلام المؤلفين الزيدية: (ص ٢٥٠).
(٥) عن رسول الله ÷ أنه كان إذا أراد السفر قال عند وضع رجله في الغرز: «بسم الله، اللهمَّ أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل والمال، اللهمَّ أطوِ لنا الأرض، وهون علينا السفر، اللهمَّ إني أعوذ بك من وعثاءِ السفر وكآبة المنقلب وسوء المنظر في الأهل والمال». ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ٧٤)، وعزاه إلى الإمام الهادي # الأحكام: (٢/ ٤٨٢).
(٦) أخرجه مسلم في صحيحه: (٢/ ٩٧٨ رقم ٤٢٥ - (١٣٤٢) عن ابن عمر، وأبو داود في سننه: (٤/ ٢٣٩ رقم ٢٥٩٨)، والترمذي في سننه: (٥/ ٤٩٧ رقم ٣٤٣٨) وقال: "هذا حديث حسن غريب"، والنسائي في المجتبى: (٨/ ٢٧٣ رقم ٥٥٠١) كلهم عن أبي هريرة.
(٧) حديث «اللَّهم إِنَّكَ أَخْرَجْتَنِي مِنْ أَحَبِّ الْبِقَاعِ إِلَيَّ، فَأَسْكِنِّي بِأَحَبِّ الْبِلادِ إِلَيْكَ، فأسكنه اللَّه المدينة». السخاوي، ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ٧٤)، وعزاه إلى السخاوي في المقاصد الحسنة: (١/ ١٥٨ رقم ١٧٠).
(٨) عبد الملك بن محمد بن ابراهيم الخركوشي، النيسابوري (أبو سعيد) واعظ، محدث، حافظ، توفي سنة (٤٠٧ هـ) له: البشارة والنذارة، كتاب الزهد، شرف المصطفى وغيرها ينظر: الذهبي، سير أعلام النبلاء: (١٧/ ٢٥٦ رقم ١٥٣)، والصفدي، الوافي بالوفيات: (١٩/ ١٣٣ رقم ٣)، وكحالة، معجم المؤلفين: (٦/ ١٨٨).
(٩) أخرجه الحاكم في مستدركه: (٣/ ٤ رقم ٤٢٦١) بلفظ " أَحَبِّ الْبِلَادِ إِلَيَّ، فَأَسْكِنِّي أَحَبَّ الْبِلَادِ إِلَيْكَ" وقال الحاكم «هَذَا حَدِيثٌ رُوَاتُهُ مَدَنِيُّونَ مِنْ بَيْتِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ»، أبو سعد الخركوشي في شرف =