[حكم ما نقله ابن الأثير]
  المجتبى(١)، والله أعلم، (وجميع ذلك محكوم له من الصحة ما حكم الصحيحين)(٢).
  وأما مثل السنن الأربع والموطأ والمسانيد مما لم يلتزم مصنفوها التصحيح، فإن كان مما بيَّن صحته أو حسنه فيها فلا كلام في جواز العمل به، وما أطلق من ذلك فإن كان الناظر متأهلًا للبحث وجب عليه ذلك، وإن لم يكن ولا وُجِدَ أحدٌ من الأئمة قد نصَّ فيه بتصحيح لم يجزَ له الاحتجاج به؛ لئلا يقع في الباطل ولا يشعر، وقد بيَّن أبو داود ما في كتابه من الصحيح وما يقاربه، والضعيف، وما سكت عنه فهو صالح، وكذا الترمذي فإنه بيَّن الصحيح والحسن والضعيف، وما سكت عنه يحتاج إلى بحث، وكذا مسند الإمام أحمد، فإن ما سكت عنه صالح للاحتجاج به، والله أعلم.
  قال محمد بن إبراهيم - روايةً عن الحفاظ: وليس الصحيح منحصرًا فيما تضمنته الصحاح، بل ومن بحث ووجد شرط الحديث الصحيح ولو لم يكن فيهما فهو صحيحٌ، هذا معنى ما ذكره لا لفظه(٣).
  فأمَّا جملة أحاديث البخاري فقيل أربعة آلاف حديث بإسقاط المكرَّر، قاله زين الدين العراقي، وبالمكرَّر سبعة آلاف ومئتان وخمسة وسبعون حديثًا، وجزم به ابن الصلاح، قيل: وهو مُسَلمٌ في رواية الفربري(٤).
  وأما رواية حماد بن شاكر(٥) فهي دونها بمائتي حديث ودون هذه بمائة حديثٍ رواية إبراهيم بن معقل(٦) (٧).
(١) له تجريد الأصول في أحاديث الرسول، منه نسخة بمكتبة نور عثمانية، لأنه قال في أوله: أما بعد هذا كتاب المجتبى وأحاديث الرسول وهو منحة المنقول، وخلاصة جامع الأصول. ينظر: حاجي خليفة، كشف الظنون: (٢/ ٥٩١).
(٢) ما بين القوسين ساقط من (ب، ج).
(٣) ينظر: ابن الأمير، توضيح الأفكار: (١/ ٥٠).
(٤) محمد بن يوسف الفربري، أبو عبد الله، ولد سنة (٢٣١ هـ)، محدث، توفي سنة (٣٢٠ هـ). ينظر: الذهبي، سير أعلام النبلاء: (١٥/ ٦٠)، وابن الأمير، توضيح الأفكار: (١/ ٥٩)، وفتح المغيث (١/ ٧).
(٥) حمّاد بن شاكر بن سَوِيّة، أبو محمد النَّسَفيّ، قَالَ جَعْفَر المستغفريّ هُوَ ثِقَة مَأْمُون رَحل إِلَى الشَّام، وَتُوفِّي سنة (٣١١ هـ). ينظر: الذهبي، تاريخ الإسلام: (٧/ ٢٣٩ رقم ٢٢)، والصفدي، الوافي بالوفيات: (١٣/ ٩٤ رقم ٣).
(٦) ابراهيم بن معقل بن الحجاج بن خراش النسفي، الحنفي، قاضي نسف محدث، فقيه، مفسر. مات في ذي الحجة سنة (٢٩٥ هـ) له: المسند الكبير، والتفسير. ينظر: بامخرمة، قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر: (٢/ ٦٥١ رقم ١٣٨١)، و كحالة، معجم المؤلفين (١/ ١١٥).
(٧) ينظر: ابن الأمير، توضيح الأفكار: (١/ ٥٩)، وزين الدين العراقي، التقييد والإيضاح: (٢٧).