فائدة: اختلفوا في أصح الأسانيد وهل يمكن معرفتها؟
  يقولون في كثيرٍ من الرواة: قويٌّ إن روى عن فلان، ضعيفٌ إذا روى عن فلان(١).
  قال النوويُّ: المرادُ مِنْ قَوْلِهِم: (على شرطِهما) أن يَكُونَ رِجَالَ إسنادِهِ في كتابيهما؛ لأَنَّهُ لَيْسَ لهما شرطٌ في كتابيهما ولا في غيرهما(٢).
  قال زين الدين: وهذا صريحٌ عن ابن الصلاح في ذكره مستدرك الحاكم(٣).
  ثم خاض محمد بن إبراهيم في قولهم: إن الحاكم يريد بشرطهما كون رجاله فيهما(٤)؛ فقال: وليس بجيد، فكثيرٌ ما يروي عن غير رجالهما، وكثيرون يعترضون عليه بذلك أعني: في إسناده فلانًا وليس من رجال الصحيحين، قال: وهذا منهم ليس بجيدٍ؛ فقد صرح الحاكم في خطبته ما يفيد عدم ذلك، وأن مراده إخراج مثل ما أخرجاه؛ لأنه قال: وأنا أستعين بالله تعالى على إخراج أحاديث رواتها ثقاتٌ، قد احتج بمثلها الشيخان أو أحدهما(٥)؛ فقوله بمثلها: أي بمثل رواتها لا بها أنفسها(٦).
  قال زين الدين: وقد بيَّنت المثلية في الشرح(٧)، قال محمد بن إبراهيم: قلت: والمثلية تقتضي المغايرة، فمراد الحاكم ما ذكره زين الدين بإخراجه لحديث من لم يخرج حديثه الشيخان، وكلامه - أي الحاكم - يقتضي ذلك من غير هذه القرينة فكيف معها(٨).
فائدة: اختلفوا في أصحِّ الأسانيد وهل يمكن معرفتها؟
  قال زين الدين: المختار أنه لا يصحُّ؛ لأن تفاوت مراتب الصحة يترتب على تفاوت تُمكِّن الإسناد من شروط الصحة، وتعين أعلى درجات القبول في كلِّ فردٍ من ترجمةٍ واحدةٍ بالنسبة لجميع الرواة، وقريبٌ من هذا ما قاله الحاكم.
  قال ابن الصلاح: إن جماعة من المحدثين خاضوا غمرة ذلك فاضطربت أقوالهم؛
(١) ينظر: ابن الأمير، توضيح الأفكار: (١/ ١٠٣)
(٢) ينظر: النووي، تدريب الراوي: (١/ ١٢٧)
(٣) ينظر: زين الدين العراقي، شرح التبصرة والتذكرة: (١/ ١٢٨).
(٤) في (ج) كون رجاله فيهما مقال.
(٥) الحاكم، المستدرك ١/ ٢.
(٦) ينظر: ابن الأمير توضيح الأفكار: (١/ ١٠٨).
(٧) ينظر: زين الدين العراقي، شرح التبصرة والتذكرة: (١/ ١٢٩)
(٨) ينظر: محمد بن إسماعيل الأمير، توضيح الأفكار: (١/ ١٠٨).