الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

فصل: فإن أراد الحج

صفحة 298 - الجزء 1

  يَنْظُرُ، حَتَّى أَتَى بَطْنَ مُحَسِّرٍ، فَحَرَّكَ قَلِيلًا⁣(⁣١)، ثُمَّ سَلَكَ الطَّرِيقَ الْوُسْطَى الَّتِي تَخْرُجُ عَلَى الْجَمْرَةِ الْكُبْرَى، حَتَّى أَتَى الْجَمْرَةَ الَّتِي عِنْدَ الشَّجَرَةِ، فَرَمَاهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ مِنْهَا، مِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ، رَمَى مِنْ بَطْنِ الْوَادِي، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْمَنْحَرِ، فَنَحَرَ ثَلَاثًا وَسِتِّينَ بِيَدِهِ، ثُمَّ أَعْطَى عَلِيًّا، فَنَحَرَ مَا غَبَرَ، وَأَشْرَكَهُ فِي هَدْيِهِ، ثُمَّ أَمَرَ مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ بِبَضْعَةٍ، فَجُعِلَتْ فِي قِدْرٍ، فَطُبِخَتْ، فَأَكَلَا مِنْ لَحْمِهَا وَشَرِبَا مِنْ مَرَقِهَا، ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللهِ ÷ فَأَفَاضَ إِلَى الْبَيْتِ، فَصَلَّى بِمَكَّةَ الظُّهْرَ، فَأَتَى بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، يَسْقُونَ عَلَى زَمْزَمَ، فَقَالَ: «انْزِعُوا، بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَلَوْلَا أَنْ يَغْلِبَكُمُ النَّاسُ عَلَى سِقَايَتِكُمْ لَنَزَعْتُ مَعَكُمْ» فَنَاوَلُوهُ دَلْوًا فَشَرِبَ مِنْهُ".

  وأخرجه مع مسلم أبو داود مطولا أيضا⁣(⁣٢)، وأخرجه ابن ماجة بنحوه مطولا أيضا⁣(⁣٣)، والنسائي مختصرا⁣(⁣٤)، وأخرج الترمذي⁣(⁣٥)، ومالك مواضع منه⁣(⁣٦)، وأبو عوانة في مسنده الصحيح⁣(⁣٧)، وكنت قد أضربت عن ذكر شيء من أعمال الحج اختصارا، ولكن وجدت ما كنت قد عولت عليه من المناسك أدعية وأذكارا عارية عن الأدلة؛ فعدلت لذكر ما رفع عن النبي ÷ (من)⁣(⁣٨) الأعمال والأذكار؛ ليكون كالميسر⁣(⁣٩) لما يعتمد من المناسك، ولنذكرها على الترتيب.

  فعن أنس قال: قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ÷ [وَنَحْنُ مَعَهُ] بِالْمَدِينَةِ الظُّهْرَ أَرْبَعًا، وَالعَصْرَ بِذِي الحُلَيْفَةِ⁣(⁣١٠) رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ بَاتَ بِهَا حَتَّى أَصْبَحَ، ثُمَّ


(١) وقوله: «حتى أتى بطن محسر فحرك قليلًا» يعني حرك ناقته عليه الصلاة والسلام حين بلغ بطن محسر. ومحسر واد عظيم يفصل بين مزدلفة ومنى، شرح حديث جابر بن عبد الله في صفة حجة النبي ÷.

(٢) أخرجه أبو داود في سننه: (٣/ ٢٨٢ رقم ١٩٠٥).

(٣) أخرجه ابن ماجة في سننه: (٢/ ١٠٢٢ رقم ٣٠٧٤).

(٤) أخرجه النسائي في سننه الكبرى: (٤/ ١٥٥ رقم ٣٩٨٧).

(٥) أخرجه الترمذي في سننه: (٥/ ٢٧٣ رقم ٣٠٨٧) وقال: «هذا حديث حسن صحيح».

(٦) أخرج نحوه مالك في الموطأ: (١/ ٢٣١ رقم ٢٨).

(٧) أخرجه أبو عوانة في مسنده: (٢/ ٣٦٩ رقم ٤٣٦٢).

(٨) ما بين القوسين ساقط من (أ، ب).

(٩) في الأصل كالموسر، ولعله ما أثبت.

(١٠) ذو الحليفة: قرية بينها وبين المدينة ستة أميال أو سبعة ومنها ميقات أهل المدينة. ينظر: الحموي، معجم البلدان: (٢ ص ٢٩).