الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

قوله: الباب العشرون: في ذكر شيء من أذكار الجهاد

صفحة 308 - الجزء 1

  ومما يستحسن في الحرب الدعاء على الإطلاق؛ لقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}⁣(⁣١)، وقوله تعالى: {وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}⁣(⁣٢) ومن دعائه ÷ من حديث رفاعة بن رافع الزرقي قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ وَانْكَفَأَ الْمُشْرِكُونَ أي رجعوا، قَالَ: رَسُولُ اللهِ ÷ اسْتَوُوا حَتَّى أُثْنِيَ عَلَى رَبِّي، فَصَارُوا خَلْفَهُ صُفُوفًا، فَقَالَ: " اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ، اللهُمَّ لَا قَابِضَ لِمَا بَسَطْتَ، وَلَا بَاسِطَ لِمَا قَبَضْتَ، وَلَا هَادِيَ لِمَن أَضْلَلْتَ، وَلَا مُضِلَّ لِمَنْ هَدَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُقَرِّبَ لِمَا بَاعَدْتَ، وَلَا مُبَاعِدَ لِمَا قَرَّبْتَ، اللهُمَّ ابْسُطْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَفَضْلِكَ وَرِزْقِكَ، اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ الْمُقِيمَ الَّذِي لَا يَحُولُ وَلَا يَزُولُ، اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْأَمْنَ يَوْمَ الْخَوْفِ، اللهُمَّ عَائِذٌ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أَعْطَيْتَنَا وَشَرِّ مَا مَنَعْتَ، اللهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْإِيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ، وَالْفُسُوقَ، وَالْعِصْيَانَ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ، اللهُمَّ تَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ، وَأَحْيِنَا مُسْلِمِينَ، وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ، اللهم أَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ غَيْرَ خَزَايَا وَلَا مَفْتُونِينَ، اللهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ، وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ، وَاجْعَلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وَعَذَابَكَ، إِلَهَ الْحَقِّ آمِينَ»⁣(⁣٣).

  وقد تقدم إشارة تشييعه جيوشه وسراياه للغزو في باب السفر، وحديث العهد ومن رواية الجماعة إلا البخاري، وهو في التخريج بطوله وغيره.

  وعن فضالة بن عياض⁣(⁣٤) قال: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ÷ غَزْوَةَ تَبُوكَ، فَجَهَدَ الظَّهْرُ جَهْدًا شَدِيدًا، فَشَكَوْا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ÷


= صحيحه: (٣/ ١٤٢٦ رقم ١٢٠ (١٣٦٥)، والترمذي في سننه: (٤/ ١٢١ رقم ١٥٥٠)، والنسائي في سننه الكبرى: (٤/ ٤٨٦ رقم ٤٨٣٣).

(١) سورة الأنفال: ٤٥.

(٢) سورة البقرة: ٢٥٠.

(٣) أخرجه أحمد في مسنده: (٢٤/ ٢٤٧ رقم ١٥٤٩٠)، والنسائي في سننه الكبرى: (٩/ ٢٢٥ رقم ١٠٣٧٠) الطبراني في الدعاء: (١/ ٣٢٩ رقم ١٠٧٥)، والحاكم في مستدركه: (١/ ٦٨٦ رقم ١٨٦٨) يُخَرِّجَاهُ "

(٤) فضالة بن عبيد بن نافذ الأنصاري، شهد أحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله، نزل دمشق، وكان قاضيا بها، توفي سنة (٥٣ هـ). ينظر: ابن سعد، الطبقات الكبرى: (٧٧/ ٤٠١)، المزي، تهذيب الكمال: (٢٣/ ١٨٩).