الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

قوله: الباب الحادي والعشرون في ذكر شيء مما ورد عند التفرق من المجلس

صفحة 314 - الجزء 1

  الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ إِنَّمَا يَحْمَدُ اللَّهَ فِي نَفْسِهِ] وَلَمْ يُوَسِّعُوا بِأَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ "⁣(⁣١).

  قلت: ويشهد لما قاله الترمذي حديث علي أمير المؤمنين الآتي في الباب الثامن والعشرين إن شاء الله تعالى؛ فقال: «وإِذَا عَطَسَ فليَحْمَد اللَّه فِي نَفْسِهِ»⁣(⁣٢) هذا وإن كان ظاهر الحديث أنها المكتوبة بقوله: خلف رسول الله ÷، لكن الخلفية تحتمل الجهة والصلاة، وعمل الصحابة والتابعين مؤكِّدٌ لتأويل الترمذي وَنقْلِهِ، ولقول الأصحاب من نسخ الأقوال والأفعال في الصلاة، ويجعلون ذلك بعد انقضائها أي: ما ورد من الأدعية يجعلون محله بعد الصلاة؛ لا حديث رفاعة هذا، فإنه ظاهر أو صريح أنه في الصلاة؛ فيكون قبل النسخ عندهم، والله أعلم.

  وعن سالم بن عبيد⁣(⁣٣) أن رجلا عطس عند النبي ÷، فقال: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالَ النبي ÷: «عَلَيْكَ وَعَلَى أُمِّكَ» ثُمَّ قَالَ: «إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَحْمَدِ اللهَ» وَلْيَقُلْ: الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، ويرد عليه من حوله: يَغْفِرُ اللهُ لَنَا وَلَكُمْ». أخرجه النسائي⁣(⁣٤)، وابن ماجة⁣(⁣٥)، والحاكم في المستدرك⁣(⁣٦)، ولفظ ابن ماجة: «يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ»⁣(⁣٧)، ورواه أيضا النسائي، والحاكم، من حديث ابن مسعود⁣(⁣٨).

  وقد جاء أن من لم يحمد الله فلا حق له، وأنه ÷ شمت من عطس عنده في الأولى والثانية والثالثة، ثم قال: هو مزكوم⁣(⁣٩).

  وروى ابن أبي شيبة: «مَنْ قَالَ عِنْدَ كُلِّ عَطْسَةٍ يَسْمَعُهَا: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ عَلَى كُلِّ حَالٍ مَا كَانَ، لَمْ يَجِدْ وَجَعَ ضِرْسٍ وَلَا أُذُنٍ أَبَدًا»⁣(⁣١٠).


(١) أخرجه أبو داود في سننه: (٢/ ٨١ رقم ٧٧٣)، والترمذي في سننه: (٢/ ٢٥٤ رقم ٤٠٤) وقال: "حَدِيثُ رِفَاعَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ"، والنسائي في المجتبى: (٢/ ١٤٥ رقم ٩٣١)، وما بين المعقوفتين من سنن الترمذي.

(٢) أخرجه الإمام زيد في المجموع: (ص ١١٩).

(٣) سالم بْن عبيد الأشجعي، من أهل الصفة، له صحبة. ينظر: ابن الأثير، أسد الغابة: (٢/ ٣٨٥ رقم ١٨٩٧).

(٤) أخرجه النسائي في سننه الكبرى (٩/ ٩٥ رقم ٩٩٨٢).

(٥) أخرجه ابن ماجة في سننه: (٢/ ١٢٢٤ رقم ٣٧١٥) ..

(٦) أخرجه الحاكم في مستدركه: (٤/ ٢٩٧ رقم ٧٦٩٦).

(٧) أخرجه ابن ماجة في سننه: (٢/ ١٢٢٤ رقم ٣٧١٥).

(٨) " لِلْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ أَرْبَعُ خِلَالٍ: يُجِيبُهُ إِذَا دَعَاهُ، وَيَعُودُهُ إِذَا مَرِضَ، وَيُشَمِّتُهُ إِذَا عَطَسَ، وَيُشَيِّعُهُ إِذَا مَاتَ". أخرجه النسائي في سننه الكبرى: (٩/ ٩٤ رقم ٩٩٨١) والحاكم في مستدركه: (٤/ ٢٩٣ رقم ٧٦٨٥).

(٩) أخرجه أحمد في مسنده: (٢٧/ ٥٩ رقم ١٦٥٢٩).

(١٠) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه: (٦/ ١٠٢ رقم ٢٩٨١١) عن علي #.