قوله: الباب الحادي والعشرون في ذكر شيء مما ورد عند التفرق من المجلس
  وعن عائشة إِنَّ رَهْطًا مِنَ اليَهُودِ دَخَلُوا عَلَى النَّبِيِّ ÷ فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكَ، [فَقَالَ النَّبِيُّ ÷: «عَلَيْكُمْ»]، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: بَلْ السَّامُ عَلَيْكُمُ وَاللَّعْنَةُ، فَقَالَ النَّبِيُّ ÷: «يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ»، قَالَتْ عَائِشَةُ: أَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟ قَالَ: «قَدْ قُلْتُ [عَلَيْكُمْ]» أخرجه الترمذي وحسنه، والشيخان، والنسائي، وابن ماجة(١).
  وجاءت أحاديث بالمصافحة، وأنها تمام التحية، وأن المتصافحين(٢) يصليان على النبي ÷ فإنهما لا يفترقان حتى يغفر لهما(٣).
  وروي أنهما يقولان: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}(٤) وقدم زيد بن حارثة على النبي ÷ فاعتنقه وقَبَّله(٥)، وكان ÷ يأذن لمن أراد تقبيل يده الكريمة(٦)، وكان يقول لمن جاءه: «مرحبا»، ولعله بعد رد السلام(٧).
  هذه آداب في الجملة، وأما آدابه ÷ مع أصحابه ونحوهم؛ فقد ذكر منها(٨) صاحب شرح الخمسمائة طرفا شافيا في قوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ}(٩). ولولا الاختصار لذكرناه لِحُسنِه(١٠).
= والنسائي في سننه الكبرى: (٩/ ١٥٠ رقم ١٠١٤٦)، وابن ماجة في سننه: (٢/ ١٢١٩ رقم ٣٦٩٧) بلفظ: " إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ.
(١) أخرجه الترمذي في سننه الكبرى: (٥/ ٦٠ رقم ٢٧٠١)، والبخاري في صحيحه: (٥/ ٢٣٠٨ رقم ٥٩٠١)، ومسلم في صحيحه: (٤/ ١٧٠٦ رقم ١٠ - (٢١٦٥)، والنسائي في سننه الكبرى: (١٠/ ٢٩٠ رقم ١١٥٠٨)، وابن ماجة في سننه: (٢/ ١٢١٦ رقم ٣٦٨٩)، واللفظ للترمذي والنسائي. وما بين المعقوفتين من مصادر التخريج.
(٢) في (أ، ج، د) وأن المتصافحان.
(٣) روي أكثر من حديث في هذا المعنى، سنن أبي داود: (٧/ ٥٠٢ رقم ٥٢١١، ٥٢١٢).
(٤) سورة البقرة: ٢٠١.
(٥) الطحاوي في معاني الآثار: (٤/ ٢٨١)، وشرح مشكل الآثار: (٣/ ٤١٢ رقم ١٣٨٤).
(٦) أخرجه أبو داود في سننه: (٤/ ٢٨٤ رقم ٢٦٤٧).
(٧) أخرجه ابن خزيمة في صحيحه: (٢/ ٩٠٦).
(٨) في (أ). (فقد ذكر منه).
(٩) سورة آل عمران: ١٥٩.
(١٠) {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ}[آل عمران: ١٥٩]. دلت على أنه ينبغي التمسك بحسن الخلق، وقد قال =