الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

قوله: الباب الحادي والعشرون في ذكر شيء مما ورد عند التفرق من المجلس

صفحة 318 - الجزء 1

  وعن عائشة إِنَّ رَهْطًا مِنَ اليَهُودِ دَخَلُوا عَلَى النَّبِيِّ ÷ فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكَ، [فَقَالَ النَّبِيُّ ÷: «عَلَيْكُمْ»]، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: بَلْ السَّامُ عَلَيْكُمُ وَاللَّعْنَةُ، فَقَالَ النَّبِيُّ ÷: «يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ»، قَالَتْ عَائِشَةُ: أَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟ قَالَ: «قَدْ قُلْتُ [عَلَيْكُمْ]» أخرجه الترمذي وحسنه، والشيخان، والنسائي، وابن ماجة⁣(⁣١).

  وجاءت أحاديث بالمصافحة، وأنها تمام التحية، وأن المتصافحين⁣(⁣٢) يصليان على النبي ÷ فإنهما لا يفترقان حتى يغفر لهما⁣(⁣٣).

  وروي أنهما يقولان: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}⁣(⁣٤) وقدم زيد بن حارثة على النبي ÷ فاعتنقه وقَبَّله⁣(⁣٥)، وكان ÷ يأذن لمن أراد تقبيل يده الكريمة⁣(⁣٦)، وكان يقول لمن جاءه: «مرحبا»، ولعله بعد رد السلام⁣(⁣٧).

  هذه آداب في الجملة، وأما آدابه ÷ مع أصحابه ونحوهم؛ فقد ذكر منها⁣(⁣٨) صاحب شرح الخمسمائة طرفا شافيا في قوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ}⁣(⁣٩). ولولا الاختصار لذكرناه لِحُسنِه⁣(⁣١٠).


= والنسائي في سننه الكبرى: (٩/ ١٥٠ رقم ١٠١٤٦)، وابن ماجة في سننه: (٢/ ١٢١٩ رقم ٣٦٩٧) بلفظ: " إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ.

(١) أخرجه الترمذي في سننه الكبرى: (٥/ ٦٠ رقم ٢٧٠١)، والبخاري في صحيحه: (٥/ ٢٣٠٨ رقم ٥٩٠١)، ومسلم في صحيحه: (٤/ ١٧٠٦ رقم ١٠ - (٢١٦٥)، والنسائي في سننه الكبرى: (١٠/ ٢٩٠ رقم ١١٥٠٨)، وابن ماجة في سننه: (٢/ ١٢١٦ رقم ٣٦٨٩)، واللفظ للترمذي والنسائي. وما بين المعقوفتين من مصادر التخريج.

(٢) في (أ، ج، د) وأن المتصافحان.

(٣) روي أكثر من حديث في هذا المعنى، سنن أبي داود: (٧/ ٥٠٢ رقم ٥٢١١، ٥٢١٢).

(٤) سورة البقرة: ٢٠١.

(٥) الطحاوي في معاني الآثار: (٤/ ٢٨١)، وشرح مشكل الآثار: (٣/ ٤١٢ رقم ١٣٨٤).

(٦) أخرجه أبو داود في سننه: (٤/ ٢٨٤ رقم ٢٦٤٧).

(٧) أخرجه ابن خزيمة في صحيحه: (٢/ ٩٠٦).

(٨) في (أ). (فقد ذكر منه).

(٩) سورة آل عمران: ١٥٩.

(١٠) {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ}⁣[آل عمران: ١٥٩]. دلت على أنه ينبغي التمسك بحسن الخلق، وقد قال =