الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

قوله: الباب الثاني والعشرون: في أذكار الأكل والشرب

صفحة 331 - الجزء 1

  وفي الباب أحاديث.

  واعلم أن في الضيافة أجورًا عظيمة جاءت السنة بها، منها حديث أبي شريح⁣(⁣١) مرفوعا: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، جَائِزَتُهُ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، الضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، فَمَاعدَا ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ، لَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَثْوِيَ عِنْدَهُ حَتَّى يُحْرِجَهُ» رواه الجماعة⁣(⁣٢).

  الجائزة: العطية، وقوله: يثوي: أي يقيم

  وحديث حف الملائكة موائد آل محمد يقدسون الله ويسبحونه⁣(⁣٣)، رواه في الانتصار؛ فينبغي حضورها عند الدعاء آكد من غيرها، والله أعلم⁣(⁣٤).

  وعن عمر بن الخطاب سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ÷: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «إِدْخَالُكَ السُّرُورَ عَلَى مُؤْمِنٍ أَشْبَعْتَ جَوْعَتَهُ، أَوْ كَسَوْتَ عُرْيَهُ، أَوْ قَضَيْتَ لَهُ حَاجَةً». أخرجه الطبراني وغيره⁣(⁣٥).


(١) أَبُو شريح الخزاعي العدوي الكعبي، له صحبة، توفي سنة (٦٨ هـ). ينظر: ابن عبد البر، الاستيعاب: (٤/ ١٦٨٨ رقم ٣٠٣٣).

(٢) أخرجه أحمد في مسنده: (٤٥/ ١٣٨ رقم ٢٧١٦١)، والبخاري في صحيحه: (٥/ ٢٢٧٢ رقم ٥٧٨٤)، ومسلم في صحيحه: (٣/ ١٣٥٢ رقم ١٤ - (٤٨)، وابن ماجة في سننه: (٢/ ١٢١٢ رقم ٣٦٧٥)، وأبو داود في سننه: (٥/ ٥٧٥ رقم ٣٧٤٨)، والترمذي في سننه: (٤/ ٣٤٥ رقم ١٩٦٨)، والحميدي في مسنده: (١/ ٤٩٠ رقم ٥٨٥).

(٣) عن يحيى بن الحسين، عن جده القاسم # يرفعه إلى النبي ÷ أنه قال: «إذا وضعت موائد آل محمد $ حفت بهم الملائكة، يقدسون الله، ويستغفرون لهم، ولمن أكل من طعامهم». ينظر: الأحكام: (٢/ ٣٣٤).

(٤) قال يحيى بن الحسين ¥: وذلك احتجاج من الله عليهم بما أسبغ من كرامته لديهم فإن شكروا زادهم، وإن كفروا عاقبهم فنسأل الله أن يجعلنا، لا نعمه من الشاكرين ولآلآئه من الذاكرين، وله سبحانه من الخائفين، وأن يمن علينا بشكر ما أولانا أو عطانا من أفضل العطايا، من ولادة سيد المرسلين، والاصطفاء على العالمين قال: فإذا فرغ الطاعمون من طعامهم فليغسلوا أيديهم فلينقوها ولا يفعلوا فعل الجفاة الطغاة في تركها، فإن غسلها من أفعال الصالحين وتطهرة لعباد الله المصلين. ينظر: الامام الهادي، كتاب الأحكام في الحلال والحرام: (٢/ ٣٣٤).

(٥) أخرجه الطبراني في معجمه الأوسط: (٥/ ٢٠٢ رقم ٥٠٨١).