المبحث الأول: حياة المؤلف
المطلب الثالث: شعره ووفاته ومؤلفاته
الفرع الأول: شعره
  المؤلف يجيد نظم الشعر، قال الضمدي: كان ضنينًا بشعره خشية الانتقاد عليه، وكان قد كتب إليه الضمدي قصيدة لجده محمد بن علي الضمدي(١) أولها:
  أَرَى ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ قَدْ عَمَّتِ الْأَرْضَ ... وَلَم أَرَ مُنْقَادًا إِلَى الْعَمَلِ الْأَرْضَى
  فأجاب الإمام أحمد بن هاشم بقوله:
  أَلَا هَلْ لِمَيْمُونِ الْخَلِيقَةِ وَالْأَرْضَى ... وَمَنْ يَطْرُقُ الْبَدْرُ الْمُنِيرُ لَهُ الْأَرْضَا
  وَيَكْسُو يَعَافِيرَ الْفَلَاةِ مَلَاحَةً ... وَتَرْكَعُ مِنْ أَعْيَاِنِهِ الشُّحْذِ(٢) الْمَرْضَى
  وَمَنْ جَمَعَ الضِّدَّيْنِ فِي صَحْنِ خَدِّهِ ... وَعَمَّ الْبَهَا مَنْ خَالِهِ النَّفْلَ وَالْفَرْضَا
  فَقَامَ بِشَرْقِيِّ الْغَوِيرِ(٣) وَمَرْبَعٍ ... كَمَا كَانَ قِدْمًا وَالشَّبَابُ بِهِ غَضَّا(٤)
  إلى قوله:
  سَأَ نْسَاهَا مَا دُمْتُ أَوْ يَسْعَدُ الْقَضَا ... لِمُمْتَلِئٍ مِنْ أَجْلِ طَمْسِ الْهُدَى غَيْضَا
  فَتًى بَاتَ طُولَ الدَّهْرِ فِي حَلْقِهِ شَجًى ... وَفَارَقَ مُذْ حَلَّ الْقَذَا جَفْنَهُ الْغَمْضَا(٥)
  ومن شعر الإمام أحمد بن هاشم، وقد سأله بعض الفقهاء عن الفرقة الناجية: فأجاب بقصيدة أولها:
(١) القاضى الْعَلامَة مُحَمَّد بن على بن عمر الضمدى التهامى، أحد عُلَمَاء الشِّيعَة الْمُحَقِّقين وخيرة الأخيار من الْفُضَلَاء الصَّالِحين، توفي سنة (٩٨٨ هـ). ينظر: زبارة، محمد بن محمد بن يحيى زبارة الحسني اليمني الصنعاني (المتوفى: ١٣٨١ هـ)، ملحق البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع، دار المعرفة، بيروت (د، ط) (د، ت): (٢/ ٢٠٤).
(٢) شحذه بعينه: أحدها إليه، ورماها به حتى أصابه بها. الزبيدي، تاج العروس: (٥/ ٣٧٢).
(٣) الغوير: ماء لكلب بأرض السماوة بين العراق والشام، وقيل ماء بين العقبة والقاع في طريق مكة وموضع على الفرات. ينظر: الحموي، شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الرومي (المتوفى: ٦٢٦ هـ): معجم البلدان، دار صادر، بيروت، ط ٢ (١٩٩٥ م): (٤/ ٢٥)
(٤) ينظر: زبارة، نيل الوطر: (١/ ٢٣٩)، الضمدي، عقود الدرر: (ص ١٦٢).
(٥) المصدر نفسه: (ص ١٦٣).