الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

المبحث الأول: حياة المؤلف

صفحة 34 - الجزء 1

المطلب الثالث: شعره ووفاته ومؤلفاته

الفرع الأول: شعره

  المؤلف يجيد نظم الشعر، قال الضمدي: كان ضنينًا بشعره خشية الانتقاد عليه، وكان قد كتب إليه الضمدي قصيدة لجده محمد بن علي الضمدي⁣(⁣١) أولها:

  أَرَى ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ قَدْ عَمَّتِ الْأَرْضَ ... وَلَم أَرَ مُنْقَادًا إِلَى الْعَمَلِ الْأَرْضَى

  فأجاب الإمام أحمد بن هاشم بقوله:

  أَلَا هَلْ لِمَيْمُونِ الْخَلِيقَةِ وَالْأَرْضَى ... وَمَنْ يَطْرُقُ الْبَدْرُ الْمُنِيرُ لَهُ الْأَرْضَا

  وَيَكْسُو يَعَافِيرَ الْفَلَاةِ مَلَاحَةً ... وَتَرْكَعُ مِنْ أَعْيَاِنِهِ الشُّحْذِ⁣(⁣٢) الْمَرْضَى

  وَمَنْ جَمَعَ الضِّدَّيْنِ فِي صَحْنِ خَدِّهِ ... وَعَمَّ الْبَهَا مَنْ خَالِهِ النَّفْلَ وَالْفَرْضَا

  فَقَامَ بِشَرْقِيِّ الْغَوِيرِ⁣(⁣٣) وَمَرْبَعٍ ... كَمَا كَانَ قِدْمًا وَالشَّبَابُ بِهِ غَضَّا⁣(⁣٤)

  إلى قوله:

  سَأَ نْسَاهَا مَا دُمْتُ أَوْ يَسْعَدُ الْقَضَا ... لِمُمْتَلِئٍ مِنْ أَجْلِ طَمْسِ الْهُدَى غَيْضَا

  فَتًى بَاتَ طُولَ الدَّهْرِ فِي حَلْقِهِ شَجًى ... وَفَارَقَ مُذْ حَلَّ الْقَذَا جَفْنَهُ الْغَمْضَا⁣(⁣٥)

  ومن شعر الإمام أحمد بن هاشم، وقد سأله بعض الفقهاء عن الفرقة الناجية: فأجاب بقصيدة أولها:


(١) القاضى الْعَلامَة مُحَمَّد بن على بن عمر الضمدى التهامى، أحد عُلَمَاء الشِّيعَة الْمُحَقِّقين وخيرة الأخيار من الْفُضَلَاء الصَّالِحين، توفي سنة (٩٨٨ هـ). ينظر: زبارة، محمد بن محمد بن يحيى زبارة الحسني اليمني الصنعاني (المتوفى: ١٣٨١ هـ)، ملحق البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع، دار المعرفة، بيروت (د، ط) (د، ت): (٢/ ٢٠٤).

(٢) شحذه بعينه: أحدها إليه، ورماها به حتى أصابه بها. الزبيدي، تاج العروس: (٥/ ٣٧٢).

(٣) الغوير: ماء لكلب بأرض السماوة بين العراق والشام، وقيل ماء بين العقبة والقاع في طريق مكة وموضع على الفرات. ينظر: الحموي، شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الرومي (المتوفى: ٦٢٦ هـ): معجم البلدان، دار صادر، بيروت، ط ٢ (١٩٩٥ م): (٤/ ٢٥)

(٤) ينظر: زبارة، نيل الوطر: (١/ ٢٣٩)، الضمدي، عقود الدرر: (ص ١٦٢).

(٥) المصدر نفسه: (ص ١٦٣).