وعن أبي هريرة بلفظ: «اللَّهُمَّ كَمَا حَسَّنْتَ خَلْقِي» إلخ، وزيادة: «وحَرِّمْ وَجْهِي عَلَى النار»⁣^(⁣١). وللطبراني في الأوسط: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي سَوَّى خَلْقِي فَعَدَلَهُ، وأَحْسَنَ صُورَتِي، وَزَانَ مِنَّي مَا شَانَ مِنْ غَيري، وصَوَّرَ صُورَةَ وَجْهِي فَحَسَّنَهَا، وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ»⁣^(⁣٢) رواه أبو داود إلا قوله: «ما شان من غيري»⁣^(⁣٣).

فصل: في رؤية الإنسان ما يسُّره وما يسوؤه مطلقًا: في نفسٍ أو مالٍ أو أهله أو من يحبُّه

  ويدخل في ذلك ما في الباب: من إزالة الأدران والأذى من حلق شعرٍ، وقصِّ شاربٍ، ونتف إبطٍ؛ فالتسمية على أوله؛ لحديث: «كُلُّ أَمْرٍ ذِي بَالٍ،»⁣^(⁣٤) إلخ مستحبَّة.

  وأخرجه أبو داود وغيره كما سيأتي، وكذلك الحمد في آخره كما سنذكره، وقد تقدَّم تنبيهٌ عليه، فمن ذلك ما رواه الحاكم بسنده قال: قال رسول الله ÷ «مَا يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ إِذَا عَرَفَ الْإِجَابَةَ مِنْ نَفْسِهِ، فَشُفِيَ مِنْ مَرَضٍ، أَوْ قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ، يَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِعِزَّتِهِ وَجَلَالِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ»⁣^(⁣٥).

  وعن ابن عباس قال: قال رسول الله ÷: «أَوَّلُ مَنْ يُدْعَى إِلَى الْجَنَّةِ الَّذِينَ يَحْمَدُونَ اللَّهَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ» أخرجه الحاكم، وقال: صحيحٌ على شرط مسلم⁣^(⁣٦).

(١) أخرجه الطبراني في الدعاء: (١/ ٤١٥ رقم ١٤٠٧) عن ابن مسعود، والبيهقي في شعب الإيمان: (١١/ ٦٢ رقم ٨١٨٤) عن عاصم الأحول. وتمامه خَلْقِي فَأَحْسِنْ خُلُقِي ".

(٢) أخرجه الطبراني في معجمه الأوسط: (١/ ٢٤٠ رقم ٧٨٧).

(٣) في هامش (أ): في الأصل بعد هذا فصل في الرؤيا، وقد نقلت ذلك في الباب الخامس عشر في آخره حسبما أشار إليه في الأم أنه ينقل في هذا الموضع، وقد نقل بمن الله تعالى. تمت.

(٤) أخرجه ابن ماجة في سننه: (١/ ٦١٠ رقم ١٨٩٤) وتمامه «. لَا يُبْدَأُ فِيهِ بِالْحَمْدِ، أَقْطَعُ»، والنسائي في سننه الكبرى (٩/ ١٨٤ رقم ١٠٢٥٥)، وابن الأعرابي في معجمه: (١/ ٢٠٦ رقم ٣٦٢)، وابن حبَّان في صحيحه: (١/ ١٧٣ رقم ١)، والبيهقي في الدعوات الكبير: (١/ ٦٥ رقم ١) جميعًا عن أبي هريرة. والطبراني في معجمه الكبير (١٩/ ٧٢ رقم ١٤١) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، وابن عساكر في معجمه: (٢/ ١٠٦٢ رقم ١٣٧٣)، والتجيبي في البرنامج (١/ ٧) وغيرهم.

(٥) أخرجه الحاكم في مستدركه: (١/ ٧٣٠ رقم ١٩٩٩).

(٦) أخرجه الحاكم في مستدركه: (١/ ٦٨١ رقم ١٨٥١) وقال: "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ".