الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

فصل: في رؤية الإنسان ما يسره وما يسوؤه مطلقا: في نفس أو مال أو أهله أو من يحبه

صفحة 355 - الجزء 1

  وإذا كره شيئًا فلا يتطيَّر، قال الطبراني في الدعاء: «مَنْ رَدَّتْهُ الطِّيَرَةُ عَنْ حَاجَتِهِ، فَقَدْ أَشْرَكَ» وكَفَّارَةُ ذَلِكَ أن يقُول: اللهُمَّ لَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُكَ، ولَا طَيْرَ إِلَّا طَيْرُكَ، وَلَا إِلَهَ غيرك»⁣(⁣١)، وهو مرفوعٌ قد تقدَّم في السفر.

  ولأبي داود والحاكم في المستدرك عن عروة بن عامر القرشي⁣(⁣٢) قال: ذكرت الطيرة عند النبيِّ ÷ فقال: «أحسنها الفأل، ولا تَرُدُّ مُسْلِمًا، فِإِذَا رَأَى أحَدُكُم ما يَكْرَهُ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ لا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُكَ، ولَا طَيْرَ إِلَّا طَيْرُكَ».

  وعنهما من حديث عروة أيضًا زيادة: «ولَا يَأْتِي بِالْحَسَنَاتِ إِلَّا أَنْت (وَلَا يدْفع السَّيِّئَات إِلَّا أَنْت)⁣(⁣٣) وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بك "⁣(⁣٤).

  وإذا عَرَضَ عليه أحد أهله وماله أو قال له: أجدني أحبُّك ونحو ذلك، فإذا عرض عليه أحد أهله وماله فليقل: «بَارك الله لَك فِي أهلك وَمَالك». رواه الشيخان، والترمذي، والنسائي⁣(⁣٥).

  وعن أبي هريرة قال: كَانَ لِرَجُلٍ عَلَى النَّبِيِّ ÷ سِنٌّ مِنَ الإِبِلِ، فَجَاءَهُ يَتَقَاضَاهُ، فَقَالَ ÷: «أَعْطُوهُ»، فَطَلَبُوا سِنَّهُ، فَلَمْ يَجِدُوا لَهُ إِلَّا سِنًّا فَوْقَهَا، فَقَالَ: «أَعْطُوهُ»، فَقَالَ: أَوْفَيْتَنِي وَفَى اللَّهُ بِكَ، قَالَ النَّبِيُّ ÷: «إِنَّ خِيَارَكُمْ أَحْسَنُكُمْ قَضَاءً». رواه الجماعة إلا أبا داود⁣(⁣٦).

  وعن أنس قال: كُنْتُ عِنْدَ النبي ÷ جَالِسًا إِذَا مَرَّ رَجُلٌ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا نَبِيَّ اللهِ، وَاللهِ إِنِّي لَأُحِبُّ هَذَا الرَّجُلَ قَالَ: «هَلْ أَعْلَمْتَهُ بِذَلِكَ؟» قَالَ: لَا


(١) أخرجه الطبراني في الدعاء: (١/ ٣٨٠ رقم ١٢٧٠) وفي معجمه الكبير: (١٣/ ٢٢ رقم ٣٨).

(٢) عروة بن عامر القرشي، ويُقال: الجهني المكي، له صحبة، روى له أَبُو دَاوُدَ، والتِّرْمِذِيّ، والنَّسَائي، وابن مَاجَة. ينظر: المزي، تهذيب الكمال: (٢٠/ ٢٦ رقم ٣٩٠٨).

(٣) ما بين القوسين ساقط من (ج).

(٤) أخرجه أبو داود في سننه: (٦/ ٦٢ رقم ٣٩١٩)، وابن أبي شيبة في مصنفه: (٥/ ٣١٠ رقم ٢٦٣٩٢)، وذكره أبو بكر بن الخَلَّال في السنة: (٤/ ١٥٤ رقم ١٤٠٥)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق ومذمومها: (٣٥٥ رقم ٧٥٢).

(٥) أخرجه البخاري في صحيحه: (٥/ ١٩٥٢ رقم ٤٧٨٥)، ومسلم في صحيحه: (٤/ ٢١٩٧ رقم ٦٣ - (٢٨٦٥)، والترمذي في سننه: (٤/ ٣٢٨ رقم ١٣٩٩)، والنسائي في سننه الكبرى: (٩/ ١٤٥ رقم ١٠١٣٢).

(٦) أخرجه أحمد في مسنده: (١٥/ ٥٢ رقم ٩١٠٦)، والبخاري في صحيحه: (٢/ ٨٠٩ رقم ٢١٨٢)، ومسلم في صحيحه: (٣/ ١٢٢٥ رقم ١٢٠، والترمذي في سننه: (٣/ ٦٠٠ رقم ١٣١٧)، والنسائي في المجتبى: (٧/ ٢٩١ رقم ٤٦١٨).