فصل: في رؤية الإنسان ما يسره وما يسوؤه مطلقا: في نفس أو مال أو أهله أو من يحبه
  قَالَ: «قُمْ فَأَعْلِمْهُ» فَقَامَ إِلَيْهِ فَقَالَ: يَا هَذَا، وَاللهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ قَالَ: أَحَبَّكَ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي له» رواه النسائي، وأبو داود، وابن ماجة(١).
  وعن عاصم الأحول(٢)، عن عبد الله بن سرجس قَالَ: رَأَيْتُ رسول الله ÷ وَأَكَلْتُ مَعَهُ خُبْزًا وَلَحْمًا، أَوْ قَالَ ثَرِيدًا، قَالَ فَقُلْتُ لَهُ: أَسْتَغْفَرَ لَكَ رسول اللهُ ÷؟ قَالَ: نَعَمْ، وَلَكَ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}(٣) رواه مسلم(٤)، والنسائي في إحدى رواياته؛ فقلت: غفر الله لك يا رسول الله، قال: ولك(٥).
  وينبغي إذا قيل له: كيف أصبحت؟ أن يقول: أحمد الله إليك، كما رواه الترمذي، وإذا ناداه رجلٌ أن يقول (له)(٦) لبَّيك، وإذا صنع إليه معروفًا فليقل ما روي عن ابن عمر قال: قال رسول الله ÷: «مَنِ اسْتَعَاذَ بِاللهِ فَأَعِيذُوهُ، وَمَنْ سَأَلَكُمْ بِاللهِ فَأَعْطُوهُ، وَمَنِ اسْتَجَارَ بِاللهِ فَأَجِيرُوهُ، وَمَنْ آتَى إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَعْلَمُوا أَنْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ» رواه أبو داود، والنسائي، والحاكم وصحَّحه على شرطهما، وابن حبَّان(٧).
  وعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَتِ الْمُهَاجِرُونَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ذَهَبْتِ الْأَنْصَارُ بِالْأَجْرِ كُلِّهِ، مَا رَأَيْنَا [قَوْمًا] أَحْسَنَ بَذْلًا لَكَثِيرٍ، وَلَا أَحْسَنَ مُوَاسَاةٍ فِي قَلِيلٍ مِنْهُمْ، وَلَقَدْ كَفَوْنَا الْمُؤْنَةَ؟ قَالَ: «أَلَيْسَ تُثْنُونَ عَلَيْهِمْ بِهِ، (وَتَدْعُونَ اللهَ لَهُمْ؟)(٨)» قَالُوا: بَلَى، قَالَ: «فَذَاكَ بِذَاكَ». رواه النسائي، وأبو داود(٩).
(١) أخرجه النسائي في سننه الكبرى: (٩/ ٧٩ رقم ٩٩٣٩) واللفظ له، وأبو داود في سننه (٧/ ٤٤٥ رقم ٥١٢)، ولم أقف عليه في سنن ابن ماجة.
(٢) عاصم بن سليمان الأحول، قال ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والعجلي وابن سعد وابن المديني وأحمد: ثقة، توفي سنة (١٤٢ هـ). ينظر: الخطيب، تاريخ بغداد: (١٤/ ١٦٥ رقم ٦٦٤٨)، والمزي، تهذيب الكمال: (١٣/ ٤٨٥ رقم ٣٠٠٨).
(٣) سورة محمد: ١٩.
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه: (٤/ ١٨٢٣ رقم ١١٢ - (٢٣٤٦).
(٥) أخرجه النسائي في سننه الكبرى: (٩/ ١١٨ رقم ١٠٠٥٤).
(٦) ما بين القوسين ساقط (ب، ج).
(٧) أخرجه أبو داود في سننه: (٧/ ٤٣٣ رقم ٥١٠٨)، والنسائي في سننه الكبرى: (٣/ ٦٥ رقم ٢٣٥٩) واللفظ له، وابن حبَّان في صحيحه: (٨/ ١٩٩ رقم ٣٤٠٨)، والحاكم في مستدركه: (١/ ٥٧٢ رقم ١٥٠٢).
(٨) ما بين القوسين ساقط من (ب، ج).
(٩) أخرجه النسائي في سننه الكبرى: (٩/ ٧٩)، وأبو داود في سننه: (٧/ ١٨٩)، وما بين المعقوفتين من سنن النسائي.