الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

فصل: وإذا رأى مبتلى

صفحة 358 - الجزء 1

  وعن أنس، وجابر مرفوعًا: «إِذَا وَقَعَتْ كَبِيرَةٌ أَوْ هَاجَتْ رِيحٌ مُظْلِمَةٌ فَعَلَيْكُمْ بِالتَّكْبِيرِ؛ فَإِنَّهُ يُجْلِي الْعِجَاجَ الْأَسْوَدَ» أخرجه ابن السني⁣(⁣١)، رواه السخاوي في مادة⁣(⁣٢): «إِذَا رَأَيْتُمُ الْحَرِيقَ فَكَبِّرُوا»⁣(⁣٣) والمراد بالتكبير: تكرير (الله أكبر) أم الأذان المعروف⁣(⁣٤)؟ ظاهر الحديث (أنه تكرير التكبير؛ لأنه لو أراد الأذان لسماه باسمه كما هو معروفٌ عند)⁣(⁣٥) الإطلاق، وقد سمعت عن بعض مشايخنا أنه الأذان، والله أعلم.

فصل: وإِذَا رَأَى مُبْتَلًى

  فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ÷: «مَنْ رَأَى مُبْتَلًى، فَقَالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا، عُوفِيَ مِنْ ذَلِكَ الْبَلَاءِ، كَائِنًا مَا كَانَ مَا عَاشَ» انتهت رواية أبي هريرة عند قوله: «ذلك البلاء»، وقال: «لم يصبه ذلك البلاء». أخرجه الترمذي وحسَّنه⁣(⁣٦)، ورواه أحمد، وابن ماجة⁣(⁣٧)، وابن السني⁣(⁣٨)، والبيهقي في الشعب عن ابن عمر⁣(⁣٩)، وقال الترمذي: قد روي عن أبي جعفر الباقر، أنه كان إذا رأى صاحب بلاءٍ فتعوَّذ يقول ذلك في نفسه ولا يسمع صاحب البلاء.

  وعن جابرٍ، عن النبيِّ ÷ أنه قال: «إِذَا رَأى أحدُكمْ بأخِيهِ بَلَاءً فليَحْمدِ اللهَ ولا يُسْمِعْهُ ذلك». أخرجه ابن النجار وأشار السيوطي إلى ضعفه⁣(⁣١٠).


= بلفظ: «اسْتَعِينُوا عَلَى إِطْفَاءِ الْحَرِيقِ بِالتَّكْبِيرِ»، وابن السني في عمل اليوم والليلة: (١/ ٢٥٧ رقم ٢٩٦).

(١) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة: (١/ ٢٤٩ رقم ٢٨٤).

(٢) هكذا في النسخ ولعل الأصح (في حديث).

(٣) ينظر: السخاوي، المقاصد الحسنة: (١/ ٨٦ رقم ٦٣).

(٤) في (ج) والمراد بالتكبير الله أكبر أم الأذان المعروف؟ من دون ذكر (التكرير).

(٥) ما بين القوسين ساقط من (ج). وفي (ج) ظاهر الحديث الإطلاق.

(٦) أخرجه الترمذي في سننه: (٥/ ٤٩٣ رقم ٣٤٣٢) وقال: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ».

(٧) أخرجه ابن ماجة في سننه: (٢/ ١٢٨٢ رقم ٣٨٩٢).

(٨) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة: (١/ ٢٦٧ رقم ٣٠٨).

(٩) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان: (٦/ ٢٥٤ رقم ٤١٢٩).

(١٠) ذكره السيوطي في جمع الجوامع: (١/ ٣٨٣ رقم ٩١٨/ ١٨٣٣)، والمتقي الهندي في كنز العمال: (٢/ ١٤٢ رقم ٣٥١٠) وعزوه إلى ابن النجار.