فصل: فيما يقول من بشر بشيء يسره
فصل: فيما يقول من بشر بشيء يسره
  عن عائشة قالت في حديث أهل الإفك: فلما سُرِّيَ عن رسول الله ÷ وهو يضحك عند نزول الوحي؛ فكان أول كلمة تكلَّم بها أن قال: «يا عَائِشةَ احْمَدِي اللهَ فقد برأك الله». رواه الجماعة إلا الترمذي(١).
  وعن أبي سعيد قال: قال رسول الله ÷: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي لَأَطْمَعُ(٢) أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ» فَحَمِدْنَا اللهَ وَكَبَّرْنَا. (ثُمَّ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي لَأَطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ» فَحَمِدْنَا اللهَ وَكَبَّرْنَا. ثُمَّ قَالَ)(٣): «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي لَأَطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، إِنَّ مَثَلَكُمْ فِي الْأُمَمِ كَمَثَلِ الشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ، أَوْ كَالرَّقْمَةِ فِي ذِرَاعِ الْحِمَارِ» متفق عليه(٤). الرقمة: بفتح الرَّاء فهي الدائرة.
فصل: فيما يقول فيمن حدثته نفسه بتوقع بلاء، أو أمرٍ مهول، أو شرٍّ، أو غلبةٍ أمر، أو نحو ذلك
  عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷: «كَيْفَ أَنْعَمُ(٥) وَصَاحِبُ القَرْنِ(٦) قَدِ التَقَمَ القَرْنَ(٧) وَاسْتَمَعَ الإِذْنَ مَتَى يُؤْمَرُ بِالنَّفْخِ فَيَنْفُخُ» فَكَأَنَّ ذَلِكَ ثَقُلَ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ ÷، فَقَالَ لَهُمْ: «قُولُوا: حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ، عَلَى اللهِ تَوَكَّلْنَا» رواه الترمذي(٨). والقرن: الصور.
(١) أخرجه أحمد في مسنده: (٤٢/ ٤١١ رقم ٢٥٦٢٣)، والبخاري في صحيحه: (٤/ ١٥١٧ رقم ٣٩١٠)، ومسلم في صحيحه: (٤/ ٢١٢٩ رقم ٥٦ - (٢٧٧٠)، وأبو داود في مسنده (٢/ ٨٩ رقم ٧٨٥)، والنسائي في سننه الكبرى: (٨/ ١٦٨ رقم ٨٨٨٦).
(٢) في (أ، ب) إني لأرجو.
(٣) ما بين القوسين ساقط من (ج).
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه: (٥/ ٢٣٩٢ رقم ٦١٦٥)، ومسلم في صحيحه: (١/ ٢٠١ رقم ٣٧٩ - (٢٢٢).
(٥) أَيْ: كَيْفَ أَفْرَحُ وَأَتَنَعَّمُ، وَفِي النِّهَايَةِ (٥/ ٨٣): النَّعْمَةِ بِالْفَتْحِ: الْمَسَرَّةُ وَالْفَرَحُ وَالتَّرَفُّهُ.
(٦) «القَرْنُ»: هُوَ الصُّورُ الَّذِي قَالَ الله تَعَالَى: {وَنُفِخَ في الصُّورِ} كذا فسَّره رَسُول الله ÷
(٧) أَيْ: وَضَعَ طَرَفَ الْقَرْنِ فِي فَمِهِ.
(٨) أخرجه الترمذي في سننه: (٤/ ٦٢٠ رقم ٢٤٣١)، وقال: "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ"، وذكره ابن المبارك في =