الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

فصل: فيما يقوله من استفزه غضب أو يفعله

صفحة 362 - الجزء 1

  وخِنزَب: بكسر المعجمة وسكون النون وفتح الزاي.

  وعن أبي زُمَيل، قال: سألتُ ابن عباس، فقلت: ما شيءٌ أجدُهُ في صَدْري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله ما أتكلَّمُ به، قال: فقال لي: أشيءٌ من شَكَّ؟ قال: وضَحِك، وقال: ما نجا من ذلك أحدٌ، قال: حتى أوحى الله ø فقال: {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ}⁣(⁣١) الآية، قال: فقال لي: إذا وجدْتَ ذلك في نفسِك فقل: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}⁣(⁣٢) رواه أبو دواد⁣(⁣٣).

فصل: فيما يقوله من استفزه غضب أو يفعله

  عن سليمان بن صرد⁣(⁣٤)، قال: كنت جالسًا عند النبي ÷ ورجلان يستَّبان أحدهما قد احْمَرَّ وَجْهُهُ وانتفخت أوداجه؛ فقال النبي ÷: «إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً، لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ، لَوْ قَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ذهب عنه ما يجده». متفق عليه⁣(⁣٥).

  وللثلاثة من حديث معاذٍ: «الَّلهُمَّ إنِّي أَعُوْذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ ذهب عنه ما يجد»⁣(⁣٦)، وعن معاذ بن أنس، عن رسول الله ÷ قال: «مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ، مَلَأ اللهُ قَلْبَهُ أَمْنًا وَإِيْمَانًا، وَدَعَاهُ اللَّهُ عَلَى رؤُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ فِي أَيِّ الْحُورِ شَاءَ» أخرجه ابن ماجة، والترمذي وقال: حسنٌ غريبٌ⁣(⁣٧).


(١) سورة يونس: ٩٤.

(٢) سورة الحديد: ٣.

(٣) أخرجه أبو داود في سننه: (٧/ ٤٣٤ رقم ٥١١٠).

(٤) سليمان بن صرد بن الجون بن أبي الجون الخزاعي، كان اسمه في الجاهلية يسارا، فسماه رسول الله ÷ سليمان، سكن الكوفة، شهد مع علي صفين، وبعد مقتل الحسين تولى إمارة معسكر التوابين، وقتل بموضع يقَالُ له عين الوردة. ينظر: ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب: (٢/ ٦٤٩ رقم ١٠٥٦).

(٥) أخرجه البخاري في صحيحه: (٥/ ٢٢٦٧ رقم ٥٧٦٤)، ومسلم في صحيحه: (٤/ ١٧٢٩ رقم ٧١ - (٢٢٠٥).

(٦) أخرجه أبو داود في سننه: (٧/ ١٦٠ رقم ٤٧٨٠).

(٧) أخرجه ابن ماجة في سننه: (٢/ ١٤٠٠ رقم ٤١٨٦)، والترمذي في سننه: (٤/ ٦٥٦ رقم ٢٤٩٣).