الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

قوله: الباب التاسع والعشرون: في دفع كل خصاصة من حاجة وفقر ودين وغيرها

صفحة 379 - الجزء 1

  وقد صح خروج أمير المؤمنين # إلى اليمن؛ فيكون قول الأهدل أنسب، والله أعلم.

  وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: «هَلْ سَمِعْتِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ÷ دُعَاءً عَلَّمَنِيهِ؟» قُلْتُ: مَا هُوَ؟ قَالَ: " كَانَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ # يُعَلِّمُهُ أَصْحَابَهُ قَالَ: لَوْ كَانَ عَلَى أَحَدِكُمْ جَبَلُ ذَهَبٍ دَيْنًا، فَدَعَا اللَّهَ بِذَلِكَ لَقَضَاهُ اللَّهُ عَنْهُ: اللَّهُمَّ فَارِجَ الْهَمِّ، كَاشِفَ الْغَمِّ، مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ، رَحْمَانَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَرَحِيمَهُمَا، أَنْتَ تَرْحَمُنِي، فَارْحَمْنِي بِرَحْمَةٍ تُغْنِينِي بِهَا عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِوَاكَ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَكَانَتْ عَلَيَّ بَقِيَّةٌ مِنَ الدَّيْنِ، وَكُنْتُ لِلدَّيْنِ كَارِهًا، فَكُنْتُ أَدْعُو بِذَلِكَ، فَأَتَانِي اللَّه بِفَائِدَةٍ فَقَضَاهُ اللَّه عَنِّي⁣(⁣١).

  ورواه الطبراني في الأوسط أن النبي ÷ قال لمعاذ بدعاء، وقال: «لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ أحدٍ ذهبًا لوفَّاه الله عنك: اللَّهُمَّ مَالِكُ الْمُلْكِ، تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ، وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ، وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ، وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ، بِيَدِكَ الْخَيِرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، رَحْمَانُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، تُعْطِيهُمَا مَنْ تَشَاءُ، وَتَمْنَعُ مِنْهُمَا مَنْ تَشَاءُ، ارْحَمْنِي رَحْمَةً تُغْنِينِي بِهَا عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِوَاكَ»⁣(⁣٢).


(١) أخرجه الحاكم في مستدركه: (١/ ٦٩٦ رقم ١٨٩٨) وقال: " وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ ".

(٢) أخرجه الطبراني في الكبير: (٢٠/ ١٥٤ رقم ٣٢٣)، وفي الصغير: (١/ ٣٣٦ رقم ٥٥٨) بنحوه مع اختلاف يسير في اللفظ.