قوله: الباب التاسع والعشرون: في دفع كل خصاصة من حاجة وفقر ودين وغيرها
  طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ». رواه ابن حبَّان في صحيحه(١).
  وعن عبد الله: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ÷ إِذَا نَزَلَ بِهِ هَمٌّ أَوْ غُمٌّ قَالَ: «يَا حَيُّ، يَا قَيُّومُ، بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ» رواه الحاكم وقال: صحيح الإسناد(٢).
  وعن أمير المؤمنين # أَنَّ مُكَاتَبًا جَاءَهُ فَقَالَ: إِنِّي قَدْ عَجَزْتُ عَنْ الكتابة فَأَعِنِّي عليها، فَقَالَ: أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ ÷ لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ صَبِيرٍ دَيْنًا لَأَدَّاهُ اللَّهُ عَنْكَ، قُلْ: «اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ» رواه الترمذي، وقال: حسنٌ غريبٌ(٣)، ورواه الحاكم وقال: صحيح. وعنده: «اللهم اكفني»(٤).
  قال في سلاح المؤمن: (جبل صبير) بصاد مُهْملَة، ثمَّ بَاء مُوَحدَة، ثمَّ يَاء مثنَّاة هَكَذَا وجدته فِي غير مَا نُسْخَةٍ من التِّرْمِذِيّ، وَقد قَالَ الصَّاغَانِي فِي (الْعباب) فِي مَادَّة (صير) بالصَّاد وَالْيَاء الْمُثَنَّاة، والصير: جبل على السَّاحِل بَين سيراف وعمان(٥).
  قال بعض المحققين: ورأيته في نسخة صحيحة من الترمذي جبل (صير): بإسقاط الموحدة. وفي النهاية ما يقتضي بأنهما روايتان(٦).
  وفي هامش سلاح المؤمن نقلًا عن السيد حسين الأهدل(٧): أن جبل (صبير) جبل عظيم من جبال اليمن، ويقال فيه: (صَبر) بفتح الصاد وكسر الباء الموحدة على وزن كَتِف(٨). انتهى.
(١) أخرجه بن حبَّان في صحيحه: (٣/ ٢٥٥ رقم ٩٧٤).
(٢) أخرجه الحاكم في مستدركه: (١/ ٦٨٩ رقم ١٨٧٥) وقال: "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ".
(٣) أخرجه الترمذي في سننه: (٥/ ٥٦٠ رقم ٣٥٦٣) وقال: "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ".
(٤) أخرجه الحاكم في مستدركه: (١/ ٧٢١ رقم ١٩٧٣) وقال: "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ".
(٥) ينظر: سلاح المؤمن في الدعاء والذكر: (١/ ٤٨٦ رقم ٩٢٧).
(٦) ينظر: ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث والأثر (٣/ ٦٦).
(٧) حسين بن عبد الرحمن الأهدل، ولد سنة (٧٨٩ هـ) فقيه ومحدث ومفت ومؤرخ، توفي سنة (٨٥٥ هـ)، وله كشف الغطاء عن حقائق التوحيد، وغيره. ينظر: السخاوي، الضوء اللامع: (٢/ ٧١)، والزركلي، الأعلام: (٢/ ٢٠٤).
(٨) لم أقف على نسخة منه، ولعله ذكر ذلك الأهدل في نسخته من كتاب سلاح المؤمن.