الباب الثالث والثلاثون: في ذكر الأدعية العامة مطلقا
  حديث مصعب بن سعد(١): روى قريبًا منه - مع إسقاط في بعض الكلمات وزيادة - في صدر حديث طويل أحمد ومسلم والترمذي وعبد بن حميد، ولفظه من حديث زيد بن أرقم: «اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَالْهَرَمِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ، اللهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا»(٢).
  واعلم أن ما جاء مصدرًا بالاستعاذة من دعائه ÷ كثيرٌ نذكر منه مادة مناسبة لحديث الباب؛ فمنها عن عائشة أن النبي ÷ كان يقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الكَسَلِ وَالهَرَمِ، وَالمَغْرَمِ وَالمَأْثَمِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ النَّارِ وَفِتْنَةِ النَّارِ، وَفِتْنَةِ القَبْرِ وَعَذَابِ القَبْرِ، وَشَرِّ فِتْنَةِ الغِنَى، وَشَرِّ فِتْنَةِ الفَقْرِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِمَاءِ الثَّلْجِ وَالبَرَدِ، وَنَقِّ قَلْبِي مِنَ الخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَبَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ» رواه الجماعة(٣).
  وعن أنس قال: كَانَ نَبِيُّ الله ÷ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالجُبْنِ [وَالبُخْلِ](٤) وَالهَرَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ
= قلت: أخرجه، المرشد بالله في الأمالي الخميسية (١/ ٣١٠ رقم ١٠٧٩)، والبيهقي في الدعوات الكبير: (١/ ٢٤٤ رقم ١٦٨)، وشعب الإيمان: (٢/ ١٥٥ رقم ٦٤٣).
(١) مصعب بن سعد بن أَبي وقاص القرشي، الزُّهْرِيّ، قال بْن مَعِين، وأبو زُرْعَة: لا بأس به. وَقَال أبو حاتم: صالح. وَقَال النَّسَائي: ثقة. ينظر: المزي، تهذيب الكمال: (٢٨/ ٢٤ رقم ٥٩٨٢).
عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ÷ يُعَلِّمُ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ كَمَا يُعَلِّمُ الْمُكْتِبُ الْكِتَابَةَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْقَبْرِ». ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ١٢٨)، وعزاه إلى المرشد بالله في الأمالي الخميسية: (١/ ٣١١ رقم ١٠٨٣).
(٢) أخرجه أحمد في مسنده: (٢٠/ ٤٤٦ رقم ١٣٢٣٣) وابن حميد، في المنتخب: (١/ ١١٤ رقم ٢٦٧)، ومسلم في صحيحه: (٤/ ٢٠٨٨ رقم ٧٣ -: ٢٧٢٢) والترمذي في سننه: (٥/ ٥٢٠ رقم ٣٤٨٤).
(٣) أخرجه أحمد في مسنده: (٤٠/ ٣٤٦ رقم ٢٤٣٠١)، والبخاري في صحيحه: (٥/ ٢٣٤٤ رقم ٦٠١٤)، ومسلم في صحيحه: (٤/ ٢٠٧٨ رقم ٤٩ - (٥٨٩)، وابن ماجة في سننه: (٢/ ١٢٦٢ رقم ٣٨٣٨) وأبو داود في سننه (٢/ ٦٤٤ رقم ١٥٤٣)، والترمذي في سننه: (٥/ ٢٥٢ رقم ٣٤٩٥) والنسائي في المجتبى: (٨/ ٢٦٢ رقم ٥٤٦٦).
(٤) ما بين المعقوفتين من مصادر التخريج.