الباب الثالث والثلاثون: في ذكر الأدعية العامة مطلقا
  أَحْرِقْهُ وَإِلاَّ أَحْرَقْتُكَ وَأُوْمَى بِيَدِهِ بِالنَارِ، فَصِحْتُ وَانْتَبَهْتُ، فَعدْتُ إِلَى أُمِّي فَقَالَتْ: مَالَكَ؟ مَالَكَ؟ فَقُلْتُ: مَنَامًا رَأَيْتُهُ وَجَمَعْتُ الرِّقَاعَ، وَلَمْ أُعْرِضْ لِتَمَامِ التَّصْنِيْفِ وَهَالَنِي الْمَنَامُ وَعَجِبْتُ مِنْهُ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ مُدَّةٍ (طَوِيْلَةٍ)(١) ذَكَرْتُ الْمَنَامَ لِشَيْخٍ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيْثِ كُنْتُ آنَسُ بِهِ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي فُلاَنٌ، عَنْ فُلاَنٍ - يَذْكُرُ إِسْنَادًا لَسْتُ أَقُوْمُ عَلَى حِفْظِهِ وَلاَ كَتَبْتُ عَنْهُ فِيْ الْحَالِ - أَنَّ عَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ هَذَا لَمَّا أَسْقَطَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيْزِ مِنَ الْخُطْبَةِ عَلَى الْمَنَابِرِ لَعْنَ أَمِيْرِ الْمُؤْمِنِيْنَ عَلِيٍّ # قَامَ (إِلَيْهِ)(٢) عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ وَقَدْ بَلَغَ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَتْ بَنُوْ أُمَيَّةَ تَلْعَنُ فِيْهِ عَلِيًّا # فَقَرَأَ مَكَانَهُ: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ}(٣) فَقَامَ إِلَيْهِ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ فَقَالَ: يَا أَمِيْرَ الْمُؤْمِنِيْنَ السُّنَّةُ السَّنَّةُ - يُحَرِّضُهُ عَلَى لَعْنِ عَلِيٍّ # فَقَالَ له عُمَرُبن عبد العزيز | تعالى: أُسْكُتْ - قَبَّحَكَ اللَّهُ - تِلْكَ الْبِدْعَةُ، تِلْكَ الْبِدْعَةُ لاَ السُّنَّةُ، وَتَمَّ خُطْبَتُهُ، فَقَالَ أَبُوعَبْدِ اللَّهِ الْخَتْلِيُّ فَعَلِمْتُ أَنَّ مَنَامِي كَانَ عِظَةً لِي مِنْ أَجْلِ هَذِهِ الْحَالِ وَلَمْ أَكُنْ عَلِمْتُ مِنْ عمرو هَذَا الرأي، فَعُدْتُ إِلَى بَيْتِي، فَأَحْرَقْتُ الرِّقَاعَ الَّتِي كُنْتُ جَمَعْتُ فِيْهَا حَدِيْثَهُ(٤) انتهى.
  (حديث عمر بن شعيب: قد تقدم تخريجه قبل ورقة)(٥)
  حديثا أمير المؤمنين #(٦): يبحث لتخريجهما في شرح المجموع للسياغي، وإن كان شواهدهما كثيرةً(٧)، وقد ذكرنا منهما الكفاية، منها حديث جورية فهو المتقدم هنا قريب من لفظه، والله أعلم.
(١) ما بين القوسين ساقط من (ب، ج).
(٢) ما بين القوسين ساقط من (ب، ج).
(٣) سورة النحل: ٩٠.
(٤) ذكره المرشد بالله، الأمالي الخميسية: (١/ ٢٠١ رقم ٧٤٥).
(٥) ما بين القوسين ساقط من (أ، ب).
(٦) عن علي # قال: قال لي النبي ÷: «يا علي إحفظ هؤلاء الكلمات فإنهن لا يقرّنّ في قلب منافق ولا يقولهن عبد ثلاث مرات إلا خرج من النفاق: اللهمَّ إني ضعيف فقو في رضاك ضعفي، وخذ إلى الخير بناصيتي، واجعل الإسلام منتهى رضاي، وبارك لي فيما قسمت لي، وبلغني برحمتك الذي أرجو من رحمتك، واجعل لي ودًا في صدور المؤمنين، وعهدًا عندك يا كريم». ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ١٣٥)، وعزاه إلى المرادي في الذكر: (ص ١٠٧ رقم ٢٥٥).
(٧) روى نحوه ابن أبي شيبة: (٦/ ٤٥ رقم ٢٩٣٥٣)، والحاكم في مستدركه (١/ ٧٠٨ رقم ١٩٣١)، والطبراني في الأوسط ١/ ١٠٠ رقم ١٧.