فصل: يذكر فيه # كلمات ورد التوسل بها على لسان نبينا محمد ÷
  وَتَعَالَى - كذلك ..» إلخ اللفظ، ثم يقول الله - تعالى: اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ» وهذا كذلك مع التوبة أخرجه أحمد والشيخان(١).
  وعَنِ الْأَغَرِّ الْمُزَنِيِّ(٢)، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ÷ قَالَ: «إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي، وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ، فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ» ورواه مسلم وقد تقدَّم(٣)، وأبو داود، والنسائي عن ابن عمر قال: إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللهِ ÷ فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ يَقُولُ: «رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَتُبْ عَلَيَّ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الْغَفُورُ» رواه في الأربعين، وابن حبَّان في صحيحه، وقال الترمذي: حسنٌ صحيحٌ غريبٌ، وعند باقي الأربعة (التوَّاب الغفور)، غير أبي داود، وعند النسائي: «اللهُمَّ ارحمني واغْفِرْ لِي، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الْغَفُورُ»(٤).
  حديث أبي هريرة المرفوع: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللهُ بِكُمْ، وَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ» رواه مسلم(٥).
  وروى أحمد، وأبو يعلى مرفوعًا(٦): «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَخْطَأْتُمْ حَتَّى تَمْلَأَ خَطَايَاكُمْ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، ثُمَّ اسْتَغْفَرْتُمُ اللهَ لَغَفَرَ لَكُمْ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ لَمْ تُخْطِئُوا لَجَاءَ اللهُ بِقَوْمٍ يُخْطِئُونَ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُونَ اللهَ». رواه الطبراني في الأوسط، (والبيهقي في الشعب)(٧)، والضياء.
  والفائدة من إيرادنا هذا بيانٌ معناه، وإلا ففي غيره غنيةٌ وكفايةٌ؛ لما فيه من الإغراء بالذنوب والتسهيل للوقوع فيها؛ فمن أصحابنا من ردَّ هذا ابتداءً، وجعله معارضًا لكتاب الله - تعالى - الحاثِّ على الطاعة والزاجر عن المعاصي والمبعد عن التسهيل فيها، وهذا قد عارضه ظاهرًا، ويرد ما خالف قطعيًا أو أصلًا مقررًا.
(١) أخرجه أحمد في مسنده: (١٦/ ٢٤٥ رقم ١٠٣٧٩)، والبخاري في صحيحه: (٦/ ٢٧٢٥ رقم ٧٠٦٨)، ومسلم في صحيحه: (٤/ ٢١١٢ رقم ٢٩ - (٢٧٥٨)).
(٢) الأغر المزني، ويقال: الجهني، وهو واحد له صحبة. ينظر: ابن عبد البر، الاستيعاب: (١/ ١٠٢ رقم ٦٥).
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه: (٤/ ٢٠٧٥ رقم ٤١ - (٢٧٠٢).
(٤) أخرجه أبو داود في سننه: (٢/ ٦٢٧ رقم ١٥١٦)، والترمذي في سننه: (٥/ ٤٩٤ رقم ٣٤٣٤)، والنسائي في سننه الكبرى: (٩/ ١٧٢ رقم ١٠٢١٩)، وابن حبَّان في صحيحه: (٣/ ٢٠٦ رقم ٩٢٧)، وذكره الهيتمي في الفتح المبين بشرح الأربعين، دار المنهاج، جدة، السعودية، ط ١ (١٤٢٨ هـ/ ٢٠٠٨ م): (٤٣٤).
(٥) أخرجه مسلم في صحيحه: (٤/ ٢١٠٦ رقم ١١ - (٢٧٤٩).
(٦) أخرجه أحمد في مسنده: (٢١/ ١٤٦ رقم ١٣٤٩٣) وأبو يعلى في مسنده (٧/ ٢٢٦ رقم ٤٢٢٦)
(٧) ما بين القوسين ساقط من (ج).