الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

فصل: يذكر فيه # كلمات ورد التوسل بها على لسان نبينا محمد ÷

صفحة 412 - الجزء 1

  وعن عبد الله بن عمرو أنه سمع رسول الله ÷ يقول: «إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ أصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ، كَقَلْبٍ وَاحِدٍ، يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ» ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «اللهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ» رواه مسلم⁣(⁣١).

  ومعنى (بين أصبعين من أصابع الرحمن): أنه قادرٌ عليها ومتمكنٌ من التصرف فيها تصرف الشاهد في الشيء يكون بين أصبعيه، فهو في غاية التمكن من تقليبه، والشيء الغائب إذا قيس بالشاهد كان له فضل استقرار في الذهن وقبول له، والله أعلم.

  وعن أم سلمة قالت: كان أكثر دعائه ÷: «يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ»، رواه الترمذي وحسَّنه⁣(⁣٢)، ورواه النسائي من حديث عائشة⁣(⁣٣)، والحاكم من حديث جابر، وصحَّحه على شرط مسلم⁣(⁣٤).

  وعن أبي هريرة أن النبي ÷ قال لهم: «أَتُحِبُّونَ أَيُّهَا النَّاسُ أَنْ تَجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ؟» قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: " قُولُوا: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ». رواه الحاكم، وقال: صحيح⁣(⁣٥).

  وعن بريدة: «اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي شَكُورًا وَاجْعَلْنِي صَبُورًا وَاجْعَلْنِي فِي عَيْنَيَّ صَغِيرًا وَفِي أَعْيُنِ النَّاسِ كَبِيرًا». رواه الترمذي⁣(⁣٦).

  وعن عائشة أن رسول الله ÷ كان يدعو: «اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَوْسَعَ رِزْقِكَ عَلَيَّ عِنْدَ كِبَرِ سِنِّي وَانْقِطَاعِ عُمْرِي» رواه الحاكم، وقال: حسن الإسناد والمتن⁣(⁣٧).

  وعن أم سلمة ^: هَذَا مَا سَأَلَ مُحَمَّدٌ رَبَّهُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ الْمَسْأَلَةِ، وَخَيْرَ الدُّعَاءِ، وَخَيْرَ النَّجَاحِ، وَخَيْرَ الْعَمَلِ، وَخَيْرَ الثَّوَابِ، وَخَيْرَ الْحَيَاةِ، وَخَيْرَ الْمَمَاتِ،


= ١٩٨٦) وقال: "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ"، والبيهقي في الدعوات: (١/ ٢٨٣ رقم ١٩٦).

(١) أخرجه مسلم في صحيحه: (٤/ ٢٠٤٥ رقم ١٧ - (٢٦٥٤).

(٢) أخرجه الترمذي في سننه: (٥/ ٥٣٨ رقم ٣٥٢٢) وَقال: "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ ".

(٣) أخرجه النسائي في سننه الكبرى: (٧/ ١٥٦ رقم ٧٦٩٠).

(٤) أخرجه الحاكم في مستدركه: (٢/ ٣١٧ رقم ٣١٤٠) وقال "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ".

(٥) أخرجه الحاكم في مستدركه: (١/ ٦٧٧ رقم ١٨٣٨) وقال: «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ».

(٦) أخرجه البزار في مسنده: (١٠/ ٣١٥ رقم ٤٤٣٩)، ولم أجده في الترمذي.

(٧) أخرجه الحاكم في مستدركه: (١/ ٧٢٦ رقم ١٩٨٧) وقال: "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنُ ".