الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

[فضل سورة] الأنعام

صفحة 426 - الجزء 1

  قلت: (ولا بد)⁣(⁣١) من تتميم ما ذكر من معرفة ما تدل عليه إلخ، بأن يكون مع المعرفة المذكورة متقيَّدًا بالعمل والتحكيم لمعانيها؛ فالمعرفة مجردة لا يتم بها دخول الجنة.

  فإن قيل: فحينئذٍ تذهب فائدة الحديث ولم يبقَ فرقٌ بينه وبين من لم يحفظها، ولم يشر الحديث إلَّا إلى حفظها.

  قلنا: لم تذهب فائدته؛ لأن من حفظها وانقاد لها معرفةً وعملًا فقد هدته إلى الخير، وكانت سببًا لدخوله الجنة، ففرق بينه وبين من لم يحفظها من هذه الحيثية، والله أعلم.

[فضل سورة] الأنعام

  عن جابر بن عبد الله، قال: لما نزلت سورة الأنعام سبح رسول الله ÷ وقال: «لَقَدْ شَيَّعَ هَذِهِ السُّورَةَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مَا سَدَّ الْأُفُقَ» رواه الحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم [المستدرك ٢/ ٣٧٤ رقم ٣٢٨٦].

فضل سورة الكهف

  عن أبي سعيد، أن النبي ÷ قال: «إِنَّ مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ» أخرجه الحاكم، وقال: صحيح الإسناد⁣(⁣٢)، وأخرج الدارمي حديث أبي سعيد موقوفًا: «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ» ورجاله رجال الصحيح⁣(⁣٣)، وله حكم الرفع، يشهد لرفعه حديث أبي سعيد أيضًا المرفوع قال: قال رسول الله ÷: «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ كَمَا أُنْزِلَتْ كَانَتْ لَهُ نُورًا مِنْ مَقَامِهِ إِلَى مَكَّةَ، وَمَنْ قَرَأَ العَشْرِ الآيَات مِنْ آخِرِهَا فَخَرَجَ الدَّجَّالُ لَمْ يُسَلَّطْ عَلَيْهِ» رواه النسائي، والحاكم، وقال: صحيحٌ على شرط مسلم⁣(⁣٤)، وقال النسائي: هو خطأٌ، والصواب أنه موقوف.

  وعن أبي الدرداء أن النبي ÷ قال: «مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ». رواه مسلم والثلاثة، وفي رواية لأبي داود


(١) ما بين القوسين ساقط من (ج).

(٢) أخرجه الحاكم في مستدركه: (٢/ ٣٤٤ رقم ٣٢٢٦)، (٢/ ٣٩٩ رقم ٣٣٩٢).

(٣) أخرجه الدارمي في سننه: (٤/ ٢١٤٣ رقم ٣٤٥٠).

(٤) أخرجه النسائي في سننه الكبرى: (٩/ ٣٤٨ رقم ١٠٧٢٢)، والحاكم في مستدركه: (١/ ٧٥٢ رقم ٢٠٧٢)