[فضل سورة] الأنعام
  والنسائي: «مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ»(١)، ولأبي داود، ومسلم من آخر سورة الكهف(٢)، وللنسائي: «مَنْ قَرَأَ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنَ الْكَهْفِ»(٣). ولفظ الترمذي: «مَنْ قَرَأَ ثَلَاثَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ الكَهْفِ عُصِمَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ»(٤).
  وعن النواس بن سمعان(٥) قال: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ ÷ الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ، فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ، حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ، فَلَمَّا رُحْنَا إِلَيْهِ عَرَفَ ذَلِكَ فِينَا، فَقَالَ: «مَا شَأْنُكُمْ؟» قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ ذَكَرْتَ الدَّجَّالَ غَدَاةً، فَخَفَّضْتَ فِيهِ وَرَفَّعْتَ، حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ، فَقَالَ: «غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي عَلَيْكُمْ، إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ، فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ، وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ، فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ وَاللهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ(٦)، عَيْنُهُ طَافِئَةٌ، كَأَنِّي أُشَبِّهُهُ(٧) بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ(٨)، فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ؛ فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ» وذكره الحديث بطوله رواه الجماعة إلا البخاري، وزاد أبو داود: «فَإِنَّهَا جِوَارُكُمْ مِنْ فِتْنَتِهِ»(٩).
  قوله: (فخفض فيه ورفع) بتخفيف الفاء فيهما: أي تارةً يرفع صوته ليسمعه من بَعُدَ، وتارةً يخفظه، وقيل (معناه)(١٠): خفض من أمره تحقيرًا له، كما قال هو أهون على الله
(١) أخرجه مسلم في صحيحه: (١/ ٥٥٥ رقم ٢٥٧ - (٨٠٩))، وأبو داود في سننه: (٦/ ٣٧٦ رقم ٤٣٢٣)، والترمذي في سننه: (٥/ ١٦٢ رقم ٢٨٨٦) وقال: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ»، والنسائي في سننه الكبرى: (٩/ ٣٤٧ رقم ١٠٧٢١).
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه: (١/ ٥٥٦ رقم (٨٠٩))، وأبو داود في سننه: (٦/ ٣٧٧ رقم ٤٣٢٤).
(٣) أخرجه النسائي في سننه الكبرى: (٩/ ٣٤٧ رقم ١٠٧٢٠).
(٤) أخرجه الترمذي في سننه: (٥/ ١٦٢ رقم ٢٨٨٦) وقال: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ».
(٥) نواس بن سمعان بن خالد العامري الكلابي، له صحبة. ينظر: ابن عبد البر، الاستيعاب: (٤/ ١٥٣٤ رقم ٢٦٦٦).
(٦) (إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطُ) هُوَ بِفَتْحِ الْقَافِ وَالطَّاءِ هذا هو المشهور قال القاضي عياض رُوِّيناه بفتح الطاء الأولى وبكسرها، أَيْ شَدِيدُ جُعُودَةِ الشَّعْرِ مُبَاعِدٌ لِلْجُعُودَةِ الْمَحْبُوبَةِ. ينظر: النووي، المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (١٨/ ٦٥).
(٧) في (أ، د): (كَأَنَّه أشَبَهُ).
(٨) عَبْد الْعُزَّى بْن قَطَن بْن عَمْرو بْن جُنْدُب بْن الْمُصْطَلِق، من خزاعة هلك في الجاهلية، قيل: إنه كان يهوديّا، تحفة الأحوذي ٦/ ٢٥.
(٩) أخرجه مسلم في صحيحه: (٤/ ٢٢٥٠ رقم ١١٠) وابن ماجة في سننه: (٢/ ١٣٥٦ رقم ٤٠٧٥)، أبو داود في سننه: (٦/ ٣٧٥ رقم ٤٣٢١)، والترمذي في سننه: (٤/ ٥١٠ رقم ٢٢٤٠)، والنسائي في سننه الكبرى: (٩/ ٣٤٦ رقم ١٠٧١٧).
(١٠) ما بين القوسين ساقط من (ج).