الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

[فضل سورة] الأنعام

صفحة 427 - الجزء 1

  والنسائي: «مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ»⁣(⁣١)، ولأبي داود، ومسلم من آخر سورة الكهف⁣(⁣٢)، وللنسائي: «مَنْ قَرَأَ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنَ الْكَهْفِ»⁣(⁣٣). ولفظ الترمذي: «مَنْ قَرَأَ ثَلَاثَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ الكَهْفِ عُصِمَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ»⁣(⁣٤).

  وعن النواس بن سمعان⁣(⁣٥) قال: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ ÷ الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ، فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ، حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ، فَلَمَّا رُحْنَا إِلَيْهِ عَرَفَ ذَلِكَ فِينَا، فَقَالَ: «مَا شَأْنُكُمْ؟» قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ ذَكَرْتَ الدَّجَّالَ غَدَاةً، فَخَفَّضْتَ فِيهِ وَرَفَّعْتَ، حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ، فَقَالَ: «غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي عَلَيْكُمْ، إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ، فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ، وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ، فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ وَاللهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ⁣(⁣٦)، عَيْنُهُ طَافِئَةٌ، كَأَنِّي أُشَبِّهُهُ⁣(⁣٧) بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ⁣(⁣٨)، فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ؛ فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ» وذكره الحديث بطوله رواه الجماعة إلا البخاري، وزاد أبو داود: «فَإِنَّهَا جِوَارُكُمْ مِنْ فِتْنَتِهِ»⁣(⁣٩).

  قوله: (فخفض فيه ورفع) بتخفيف الفاء فيهما: أي تارةً يرفع صوته ليسمعه من بَعُدَ، وتارةً يخفظه، وقيل (معناه)⁣(⁣١٠): خفض من أمره تحقيرًا له، كما قال هو أهون على الله


(١) أخرجه مسلم في صحيحه: (١/ ٥٥٥ رقم ٢٥٧ - (٨٠٩))، وأبو داود في سننه: (٦/ ٣٧٦ رقم ٤٣٢٣)، والترمذي في سننه: (٥/ ١٦٢ رقم ٢٨٨٦) وقال: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ»، والنسائي في سننه الكبرى: (٩/ ٣٤٧ رقم ١٠٧٢١).

(٢) أخرجه مسلم في صحيحه: (١/ ٥٥٦ رقم (٨٠٩))، وأبو داود في سننه: (٦/ ٣٧٧ رقم ٤٣٢٤).

(٣) أخرجه النسائي في سننه الكبرى: (٩/ ٣٤٧ رقم ١٠٧٢٠).

(٤) أخرجه الترمذي في سننه: (٥/ ١٦٢ رقم ٢٨٨٦) وقال: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ».

(٥) نواس بن سمعان بن خالد العامري الكلابي، له صحبة. ينظر: ابن عبد البر، الاستيعاب: (٤/ ١٥٣٤ رقم ٢٦٦٦).

(٦) (إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطُ) هُوَ بِفَتْحِ الْقَافِ وَالطَّاءِ هذا هو المشهور قال القاضي عياض رُوِّيناه بفتح الطاء الأولى وبكسرها، أَيْ شَدِيدُ جُعُودَةِ الشَّعْرِ مُبَاعِدٌ لِلْجُعُودَةِ الْمَحْبُوبَةِ. ينظر: النووي، المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (١٨/ ٦٥).

(٧) في (أ، د): (كَأَنَّه أشَبَهُ).

(٨) عَبْد الْعُزَّى بْن قَطَن بْن عَمْرو بْن جُنْدُب بْن الْمُصْطَلِق، من خزاعة هلك في الجاهلية، قيل: إنه كان يهوديّا، تحفة الأحوذي ٦/ ٢٥.

(٩) أخرجه مسلم في صحيحه: (٤/ ٢٢٥٠ رقم ١١٠) وابن ماجة في سننه: (٢/ ١٣٥٦ رقم ٤٠٧٥)، أبو داود في سننه: (٦/ ٣٧٥ رقم ٤٣٢١)، والترمذي في سننه: (٤/ ٥١٠ رقم ٢٢٤٠)، والنسائي في سننه الكبرى: (٩/ ٣٤٦ رقم ١٠٧١٧).

(١٠) ما بين القوسين ساقط من (ج).