(بحث مفيد في تحقيق صحة الأحاديث في فضائل السور من القرآن)
  الناس اشتغلوا بالأشعار وفقه أبي حنيفة | وغير ذلك ونبذوا القرآن وراء ظهورهم، أردت أن أضع لكلِّ سورةٍ فضيلةً أرغَّب الناس بها في قراءة القرآن، وقَلَّ تفسيرٌ خلا من ذكر هذه الفضائل إلا من عصمه الله - تعالى"(١)، انتهى كلام العلوي(٢).
  قلت: وهذا باطلٌ يجب طرحه (والعمل بخلافه)(٣) لأربعة وجوه:
  الأول: أن قوله: (وضعه رجل من عبدان ... إلخ) غير مصدق، وهل يأمن أن يكون فاسقًا من فساق الأمة أو ملحديها قال ذلك غمضًا في جانب كتاب الله، واستنقاصًا لقدره، وتهوينًا لما ورد فيه، وأن فضائله موضوعةٌ مكذوبةٌ ليزهدهم في قدره الذي هو فوق ما روى من لا بصيرة له، فأتى بما ظاهره حق عند الجهال، وأما الحُذَّاق فليس له من الحق عندهم لا ذاتًا ولا صورة،(٤) وبيَّن أن وضعه لذلك منقبةٌ تردُّ الناس إلى القرآن مع الإقرار بكذب الحديث، فأيُّ فائدةٍ في فضيلةٍ ظاهرها الصلاح من جذب الناس وباطنها الفساد؟!، ولبس الحقُّ بالباطل هذا مع الجهل بحال الرجل ففيه ما ذكرنا.
  الثاني: لو فرض العلم به والنقل إليه فهلَّا وقد صرَّح أنه كذبٌ على رسول الله ÷ وجب طرح قوله وجرحه، وقد صح عنه ÷: «من كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار؟!»، وهل العامل بقوله إلا مصدِّقًا له وقد كذب، ومصدقه مكذب لرسول الله ÷ في قوله؟!، فوجب حينئذٍ طرحه وتكذيب قوله وصدق ما قلنا.
  فإن قيل: فما يُؤمنا أن يكون صادقًا في قوله فينكشف صحة وضع الحديث فيكون قد علمنا بما هو موضوع كذب في نفس الأمر؟.
= ومعجم الموضوعات المطروقة في التأليف الإسلامي، وبيان ما ألف فيها، تأليف / عبد الله بن محمد الحبشي: (ص ٥٧٦).
(١) ينظر: الجرجاني الشريف علي بن محمد بن علي الجرجاني المتوفى سنة (٨١٦ هـ)، حاشية على الكشاف، طبعة حجرية: (١/ ٦٠).
(٢) ما بين القوسين ساقط من (ب).
(٣) ما بين القوسين ساقط من (ب).
(٤) في (ج) له عندهم من الحق لا صورة ولا ذاتا.