قوله الباب السادس والثلاثون: في عيادة المريض وتلقين المحتضر
  تَابَ قَبْلَ ذَلِكَ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ}(١)»(٢).
  قلت: وقد استوفى بحث التوبة بما لا مزيد عليه الإمام المرشد بالله # في الأمالي، فلنقف هنا، وهو مع ما في الأصل يكفي المدَّكر(٣) - إن شاء الله تعالى.
  ولنعد إلى ما يقوله العائد وأفضلهم رسول الله ÷، كما في أمالي أبي طالب من حديث علي # قال: مرضت فعادني رسول الله ÷ فقال: «قل اللهم أسألك تعجيل عافيتك ... (٤)» إلخ.
  روى الترمذي عَنْ عَلِيٍّ #، قَالَ: كُنْتُ شَاكِيًا فَمَرَّ بِي رَسُولُ اللَّهِ ÷ وَأَنَا أَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَجَلِي قَدْ حَضَرَ فَأَرِحْنِي، وَإِنْ كَانَ مُتَأَخِّرًا فَارْفَعْنِي، وَإِنْ كَانَ بَلَاءً فَصَبِّرْنِي، فَقَالَ له النبي ÷: «كَيْفَ قُلْتَ؟» قَالَ: فَأَعَادَ عَلَيْهِ مَا قَالَ، قَالَ: فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ عَافِهِ وْاشْفِهِ» قال: فما اشتكيت وجعة بعده(٥)، وصحَّحه الترمذي(٦) ولفظه: «اللَّهُمَّ اشفه، اللَّهُمَّ اعفه». ذكره في سلاح المؤمن(٧).
  قال بعض المحدثين: وهذا نظير ما اتفق لعليِّ # حين دعاه النبي ÷ وَهُوَ أَرْمَدُ، فَبَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ، وَدَعَا لَهُ فَبَرَأَ، حَتَّى كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ"(٨).
  قال: ولنذكر حديث هذه المعجزة النبوية والمنقبة العلوية تبرُّكًا بهذه الكرامات، وتذكيرًا لما نظمت من الفوائد والدلالات؛ فنقول: أخرج البخاري في صحيحه، وفي
(١) سورة الأنعام: ١٥٨.
(٢) ينظر: النووي، المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج: (١٧/ ٢٥ رقم ٢٧٠٣).
(٣) في (أ) فلنقف هذا وهو مع ما في الأصل يكفي المدكر هنا.
(٤) أخرجه أبي طالب في تيسير المطالب: (٥٧٥) وتمامه: «وصبرًا على بلائك، وخروجًا إلى رحمتك»، فقلتها، فقمتُ فكأنما أنشطت من عقال.
(٥) في (د): وجعي بعد.
(٦) أخرجه الترمذي في سننه: (٥/ ٥٦٠ رقم ٣٥٦٤) وقال: "وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ".
(٧) ينظر: سلاح المؤمن: (١/ ٤١٧ رقم ٧٦٣).
(٨) أخرجه البخاري في صحيحه: (٣/ ١٣٥٧ رقم ٣٤٩٨)، وابن الجوزي، يوسف بن قزغلي، شمس الدين، سبط أبي الفرج (المتوفى: ٦٥٤ هـ): تذكرة الخواص المعروف بتذكرة خواص الأمة في خصائص الأئمة، تحقيق: الدكتور عامر النجار، مكتبة الثقافة الدينية، ط ١ (١٤٢٩ هـ/ ٢٠٠٨ م).