الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

قوله الباب السادس والثلاثون: في عيادة المريض وتلقين المحتضر

صفحة 484 - الجزء 1

  كتاب المغازي في أثناء غزوة خيبر، عن سهل بن سعد، أَنَّ رَسُولَ اللَهِ ÷ قَالَ في أثناء يَوْمَ خَيْبَرَ: «لَأُعْطِيَنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يَفْتَحُ اللَهُ عَلَى يَدَيْهِ، يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَهُ وَرَسُولُهُ»، قَالَ: فَبَاتَ⁣(⁣١) النَّاسُ يَدُوكُونَ لَيْلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطَاهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ غَدَوْا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ÷ وكُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطَاهَا، فَقَالَ: «أَيْنَ عَلِيٌّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ»؟. فَقالوا: هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ⁣(⁣٢)، قَالَ: «فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ». فَأتى فَبَصَقَ رَسُولُ اللَّهِ ÷ فِي عَيْنَيْهِ وَدَعَا لَهُ، فَبَرَأَ [حَتَّى] كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ، وأَعْطَاهُ الرَّايَةَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، (أُقَاتِلُهُمْ)⁣(⁣٣) حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا؟ فَقَالَ له: «انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِنَاحَيَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللَهِ تعالى فِيهِ، فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا [وَاحِدًا]، خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ (لَكَ)⁣(⁣٤) حُمْرُ النَّعَمِ» انتهى لفظ البخاري⁣(⁣٥).

  وقد أخرج هو في غير موضعٍ من صحيحه منها في مناقب علي # وأخرجه مسلم وغيره من المحدثين: كابن خزيمة، وأبي نعيم، وابن أبي شيبة⁣(⁣٦) كما ذكره الحافظ ابن حجر في الفتح⁣(⁣٧)، وأخرج نحوه الشيخان وغيرهما عن سلمة بن الأكوع⁣(⁣٨).

  وقوله: (يدوكون): قال ابن الأثير في جامع الأصول: بات القوم يدوكون: إذا وقعوا في اختلاطٍ ودوران أو خاضوا في أمر. انتهى⁣(⁣٩).


(١) في (ب، ج) فبينا.

(٢) في (أ) يشكوا عينه.

(٣) ما بين القوسين ساقط من: (أ، ب).

(٤) ما بين القوسين ساقط من: (ج).

(٥) أخرجه البخاري في صحيحه: (٥/ ١٣٤ رقم ٤٢١٠)، وقِوام السُّنة، إسماعيل بن محمد بن الفضل (المتوفى: ٥٣٥ هـ): المبعث والمغازي تحقيق: محمد بن خليفة الرَّباح، دار ابن حزم، بيروت، لبنان، دار الوليد، ليبيا، ط ١ (١٤٣١ هـ/ ٢٠١٠ م): (٢/ ٥٨١)، والمشاط، حسن بن محمد المالكي (المتوفى: ١٣٩٩ هـ): إنارة الدجى في مغازي خير الورى ÷، دار المنهاج، جدة، ط ٢ (١٤٢٦ هـ): (١/ ٥٤٠).

(٦) أخرجه البخاري في صحيحه: (٣/ ١٣٥٧ رقم ٣٤٩٨)، ومسلم في صحيحه: (٤/ ١٨٧٢ رقم ٣٤ - (٢٤٠٦) وأبو نعيم في الحلية: (١/ ٦٢) وابن أبي شيبة في مسنده: (١/ ٩٦ رقم ١١٤) وفي مصنفه: (٦/ ٣٦٦ رقم ٣٢٠٧٨).

(٧) ينظر: ابن حجر، فتح الباري شرح صحيح البخاري: (٧/ ٤٧٦ - ٤٧٧ رقم ٤٢٠٩).

(٨) ينظر: البخاري ٣/ ١٣٥٧ رقم ٣٤٩٨، ومسلم ٤/ ١٨٧٢ رقم ٢٤٠٨، والطبراني في معجمه الكبير: (٧/ ٣٥ رقم ٦٣٠٣). عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَكْوَعِ.

(٩) ينظر: ابن الأثير، جامع الأصول في أحاديث الرسول، تحقيق: عبد القادر الأرنؤوط - مكتبة الحلواني، =