قوله: الباب السابع والثلاثون: في الدعاء في صلاة الجنازة
  والثانية(١): رواها أبو داود، والنسائي، إلا أنهما جاءا بلفظ التأنيث: «اللهُمَّ أَنْتَ رَبُّهَا، وَأَنْتَ خَلَقْتَهَا، وَأَنْتَ هَدَيْتَهَا لِلْإِسْلَامِ» إلى آخر الرواية بالتأنيث(٢)، وكأن المراد به النفس أو الجنازة، أو أن هذا وقع في صلاة أخرى؛ فالمراد المرأة كما في الصحيفة(٣)، والله أعلم.
  وروى الحاكم قريبًا منها وهي: «اللَّهُمَّ عَبْدُكَ، وَابْنُ أَمَتِكَ احْتَاجَ إِلَى رَحْمَتِكَ، وَأَنْتَ غَنِي عَنْ عَذَابِهِ، إِنْ كَانَ مُحْسِنًا فَزِدْ فِي إِحْسَانِهِ، وَإِنْ كَانَ مُسِيئًا فَتَجَاوَزَ عَنْهُ» قال الحاكم: هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ عن يَزِيد بْن عبد الله بن رُكَانَةَ، وَيَزِيدَ وركانة صَحَابِيَّانِ مِنْ بَنِي عبد الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ»(٤).
  قال في السلاح: هَكَذَا وجدته فِي النُّسْخَة الَّتِي نقلت مِنْهَا(٥) [يزِيد بن عبد الله بن ركَانَة وَالصَّوَاب يزِيد بن ركَانَة بِإِسْقَاط عبد الله، وَكَأَنَّهُ] غلط من النَّاسِخ، وَالله أعلم(٦).
  الرواية الثانية: في صلاة أمير المؤمنين(٧): رواها موقوفةً عليه ابن أبي شيبة بلفظ حديث الباب إلا قوله: «ثم يكبِّر الخامسة» فليست عنده(٨).
  والرواية عنه في الصلاة على الطفل، وتعليم النبي له ÷ مطلق صلاة الجنازة برواية صحيفة علي بن موسى الرضا # الطويلة(٩).
(١) قال: وبلغنا عن النبي ÷ أنه كان يقول على الميت: «اللهمَّ هو عبدك وأنت خلقته، وأنت قبضته وأنت هديته للإسلام، وأنت أعلم بسره وعلانيته، وجئنا لنشفع له فاغفر له». ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ١٧٣).
(٢) أخرجه أبو داود في سننه: (٥/ ١٠٩ رقم ٣٢٠٠)، والنسائي في سننه الكبرى: (٩/ ٣٩٥ رقم ١٠٨٥٠).
(٣) الإمام علي بن موسى الرضا، الصحيفة ٤٥٢.
(٤) أخرجه الحاكم في مستدركه: (١/ ٥١١ رقم ١٣٢٨) وأضاف ولم يخرجاه.
(٥) وفي (أ، ب) التي وجدت منها.
(٦) سلاح المؤمن في الدعاء: (١/ ٤٣١ رقم ٧٩٤)، ما بين المعقوفتين من سلاح المؤمن.
(٧) عن علي # أنه كان يقول إذا صلى على الميت قال: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَحْيَائِنَا، وَأَمْوَاتِنَا، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا، وَاجْعَلْ قُلُوبَنَا عَلَى قُلُوبِ خِيَارِنَا، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، اللَّهُمْ أَرْجِعْهُ إِلَى خَيْرٍ مِمَّا كَانَ فِيهِ، اللَّهُمَّ عَفْوَكَ عَفْوَكَ» ثم يكبر الخامسة ويسلم. ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ١٧٣).
(٨) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه: (٦/ ٩٨ رقم ٢٩٧٨٢)، والطبراني في معجمه الكبير: (٣/ ٢٣٨ رقم ٣٢٦٥).
(٩) عن علي # قال: قال رسول الله ÷: «يا علي إذا صليت على جنازة فقل: اللهمَّ هذا عبدك وابن عبدك وابن أمتك ماضٍ فيه حكمك ولم يكن شيئًا مذكورًا، زارك وأنت خير =