الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

قوله: فصل: في دفع عذاب القبر

صفحة 506 - الجزء 1

  الحاكم في المستدرك، وقال: غريب حسن⁣(⁣١). ورواه الحافظ أبو بكر بن مردويه في كتاب الأدعية، وعنده: «فلْيُذْهِبْ أَسَفَكَ مَا هُوَ نَازِلٌ بِكَ»⁣(⁣٢).

  وعن أسامة بن زيد أنه قال: أرسلت بنت النبي ÷ أنَّ ابنًا لنا قُبِضَ فأتنا، فأرسل يُقري السلام ويقول: «إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ، وَلَهُ مَا أَعْطَى، وَكُلٌّ شيءٍ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى، فَلْتَصْبِرْ، وَلْتَحْتَسِبْ»، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ تُقْسِمُ عَلَيْهِ لَيَأْتِيَنَّهَا، فَقَامَ وَمَعَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، وجماعة⁣(⁣٣)، فَرُفِعَ إِلَى النبي ÷ يعني الصَّبِيُّ وَنَفْسُهُ تَتَقَطَّعُ - قَالَ: حَسِبْتُهُ أَنَّهُ قَالَ كَأَنَّهَا شَنٌّ - فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللَهِ، مَا هَذَا؟ فَقَالَ: «هَذِهِ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ» أخرجه الجماعة إلا الترمذي، واللفظ للبخاري⁣(⁣٤).

قوله: فصل: في دفع عذاب القبر

  قد تقدَّم تخريج جميع أحاديثه في الباب الثالث والثلاثين هنا في الأدعية العامة، فلا حاجة لإعادته.

  وأما حديث أبي هريرة في مَلَكَي القبر: نكير ومنكر⁣(⁣٥)، فأخرجه البخاري، ومسلم،


= أَمَّا بَعْدُ، فَأَعْظَمَ اللهُ لَكَ الْأَجْرَ، وَأَلْهَمَكَ الصَّبْرَ، وَرَزَقَنَا وَإِيَّاكَ الشُّكْرَ، فَإِنَّ أَنْفُسَنَا وَأَمْوَالَنَا وَأَهَلِينَا وَأَوْلَادَنَا مِنْ مَوَاهِبِ اللهِ ø الْهَنِيئَةِ وَعَوَارِيهِ الْمُسْتَوْدَعَةِ، فتمتع فيها إلى أجل، ويقبضها إلى وقت معلوم، وإنا نسأله الشكر على ما أعطى، والصبر إذا ابتلى فكان ابنك من مواهب الله ø الهنية وعوارية المتودعة، مَتَّعَكَ بِهِ فِي غِبْطَةٍ وَسُرُورٍ، وَقَبَضَهُ مِنْكَ بِأَجْرٍ كَبِيرِ، الصَّلَاةِ وَالرَّحْمَةِ وَالْهُدَى، إِنِ احْتَسَبْتَهُ، فَاصْبِرْ وَلَا يُحْبِطُ جَزَعُكَ أَجْرَكَ فَتَنْدَمَ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْجَزَعَ لَا يَرُدُّ شَيْئًا، وَلَا يَدْفَعُ حُزْنًا، وَمَا هُوَ نَازِلٌ فَكَأنَ قَدْ، وَالسَّلَامُ». ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ١٨٠)، وعزاه إلى المرشد بالله، في الأمالي الخميسية: (٢/ ٤١٣ رقم ٢٩٤٤)، و القرشي في شمس الأخبار ٢/ ٣٥٢.

(١) أخرجه الحاكم في مستدركه: (٣/ ٣٠٦ رقم ٥١٩٣) وقال: " غَرِيبٌ حَسَنٌ".

(٢) ذكره ابن الجوزي في الموضوعات: (٣/ ٢٤٢).

(٣) مَعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَرِجَالٌ.

(٤) أخرجه أحمد في مسنده: (٣٦/ ١٠٩ رقم ٢١٧٧٦) والبخاري في صحيحه: (١/ ٤٣١ رقم ١٢٢٤)، ومسلم في صحيحه (٢/ ٦٣٥ رقم ١١ - (٩٢٣)، وابن ماجة في سننه: (١/ ٥٠٦ رقم ١٥٨٨)، والنسائي في سننه الكبرى (٢/ ٣٩٨ رقم ٢٠٠٧).

(٥) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ÷: " إِذَا قُبِرَ المَيِّتُ - أَوْ قَالَ: أَحَدُكُمْ - أَتَاهُ =