الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

تنبيه:

صفحة 513 - الجزء 1

  إِلَى جَنْبِي فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، فَرَمَانِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ فَقُلْتُ: وَاثُكْلَ أُمَّاهُ⁣(⁣١)، مَا لِيَ أَرَاكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ وَأَنَا أُصَلِّي! فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ يُصَمِّتُونِي⁣(⁣٢)، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ ÷ صَلَاتَهُ فَبِأَبِي وَأُمِّي مَا رَأَيْتُ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَحَدًا أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ، وَاللهِ مَا كَهَرَنِي⁣(⁣٣)، وَلَا سَبَّنِي وَلَا ضَرَبَنِي، وَلَكِنَّهُ قَالَ لِي: «إِنَّ صَلَاتَنَا هَذِهِ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ إِنَّمَا هُوَ الصَّلَاةُ وَالتَّسْبِيحُ وَالتَّحْمِيدُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ»⁣(⁣٤).

  [أو يكون] المراد فعله في سائر الأوقات، وأولاها عقيب التسليم؛ فمن ذلك ما رواه محمد بن منصور المرادي في العلوم | عن أحمد بن عيسى # بعد ذكر الركوع، قال: ثُمّ يستوي من الركوع قائما، ويقول: «سمع الله لمن حمده، اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاءِ، وَمِلْءَ الأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا بَيْنَهُمَا، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ»⁣(⁣٥)، ثُمّ يكبر ويسجد ويقول في سجوده: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى وَبِحَمْدِهِ»، ويَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ: «رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاجْبُرْنِي، وَارْزُقْنِي»⁣(⁣٦).

  وفي أمالي المرشد بالله من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ ÷ كَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، قَالَ: «اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَمِلْءَ


= والمزي، تهذيب الكمال: (٢٨/ ١٧٠ رقم ٦٠٥٠).

(١) ويروى: واثكل أميَّاه. والثكل: الْمُصِيبَة والفجيعة. ينظر: ابن الجوزي، كشف المشكل من حديث الصحيحين، تحقيق: علي حسين البواب، دار الوطن - الرياض، (د، ت): (٤/ ٢٣٣).

(٢) ويصمتوني: يأمروني بِالصَّمْتِ. المصدر نفسه.

(٣) الكَهْرُ: القَهْر، وقيل: الكَهْرُ: استِقْبالُكَ إنْسانًا بوجهٍ عابِس تَهاوُنًا بِهِ وازْدِراءً. وَقيل: الكَهْرُ: عُبوسُ الوَجه. ينظر: تاج العروس من جواهر القاموس: (١٤/ ٨٢).

(٤) المؤيد بالله في شرح التجريد: (١/ ٤٠١)، وأخرجه عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه: (٢/ ٣٣١ رقم ٣٥٧٧)، أبو داود الطيالسي في مسنده: (٢/ ٤٢٧ رقم ١٢٠١)، وابن أبي شيبة في مسنده: (٢/ ٣٢٦ رقم ٨٢٥)، وأحمد في مسنده: (٣٩/ ١٧٥ رقم ٢٣٧٦٢)، البخاري، في القراءة خلف الإمام: (١/ ١٩ رقم ٣٩)، والدارمي في مسنده: (٢/ ٩٤٢ رقم ١٥٤٣)، ومسلم في صحيحه: (١/ ٣٨١ رقم ٣٣ - (٥٣٧)، والنسائي في سننه الكبرى: (١/ ٢٩٧ رقم ٥٦١)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني: (٣/ ٨٢ رقم ١٣٩٨)، وابن الجارود، في المنتقى من السنن المسندة: (١/ ٦٣ رقم ٢١٢).

(٥) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه: (١/ ٢٢٢ رقم ٢٥٤٩)، وأحمد في مسنده: (٣١/ ٤٥١ رقم ١٩١٠٤)، وأبو داود في مسنده: (٢/ ١٣٦ رقم ٨٤٧)، والترمذي في سننه: (٥/ ٤٨٦ رقم ٣٤٢٢) وقال: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ».

(٦) ذكره المرادي في العلوم: (١/ ١٥٥)، عبد الرزاق في مصنفه: (٢/ ١٥٦ رقم ٢٨٨٠)، و (٢/ ١٧٨ رقم ٣٠٠٩).